حسبان: التسمية ومعناها اللغوي وموقعها


اشتق اسم حسبان من الفعل الثلاثي(حسَبَ) وحسب الشيء يَحْسبَهُ، حَسْبَا، وحِسبةً، وحِسابَا وحِسابةَ، وحُسْبانَا, وحِسْبانَا, والمعدود محسوب, أي على قدر وعدد.

والحُسْبَان بالضم جمع الحِساب، وفي ذلك قول الله تعالى (الشمس والقمر بِحُسْبَان) (الرحمن :5).

 وقد قيل الحُسْبَان العذاب قال تعالى: {ويرسل عليها حُسْبَاناً من السماء} (الكهف:40)

وقال بعضهم الحُسْبَان السهام الصغار، والجراد. ومن معاني الحُسْبَان: البلاء، والشر، والعجاج، والنار، والمرامي.

وحُسْبَان: بضم الحاء وسكون السين المهملتين وفتح الباء الموحدة ثم ألف ونون في الآخر, قاعدة البلقاء وهي بلدة صغيرة ولحسبان وادٍ به أشجار وأرحية (الطواحين) وبساتين وزروع ، وتعددت التسميات التـي أطلقت علـى منطقـة حسبـان، فاشتهرت المنطقة فـي المصادر القديمـة باسـم حشبـون (Heshbon)؛ حيث كانت عاصمة مملكة الأموريين التي كانت تمتد من عرنون(وادي الموجب) ، سيحون، وحشبون كلمة سامية تعني(التدبير).   إلى يبوق (سيل الزرقاء) ومـن أشهر ملوكهم

وتجدر الاشارة الى ان بعض الاسماء السامية التي تنتهي بـ واو ونون تقلب بالعربية الى الف ونون أما اسمها الآخر الذي اشتهرت به أيسبوس خلال الفترة الرومانية المبكرة

ويستدل على ذلك من خلال النقود المعدنية .

كما عرفت المنطقة فـي الفترات الإسلامية بتسمية حسبان . وذكرها ياقوت الحموي (ت 626هـ/ 1228 م) عند حديثه عن الثائر الأموي سعيد بن خالد الفديني، على الخليفة العباسي المأمون: (حسبان وفيها حصن حصين)، واستمرت تسمية حسبان مستخدمةً في الفترة المملوكية، وما زالت المنطقة تحتفظ بالتسمية إلـى يومنا الحاضر( قضاء حسبان ), واتخذت منطقة الآثار تسمية تل حسبان.


تقع منطقة حسبان بين خطي عرض 31 ْ /48 ْ شمالا, وبين خطي طول 35 ْ/48ْ شرقا, ويبلغ ارتفاع التل فيها 880 م، فوق سطح البحر. على بعد 20 كم تقريبا إلى الجنوب الغربي من عمان

ويكاد يكون تل حسبان مستطيل الشّكل, تبلغ مساحة قمته الاكروبوليس 40 م

من الشمال إلى الجنوب و30م من الشرق إلى الغرب, أما مساحة المنطقة المنحدرة المحيطة بالتل فتبلغ من 40 إلى 60م. ويشرف على مناطق مختلفة التضاريس تحيط به من كافة الاتجاهات؛ حيث يطل شمالا على المرتفعات الشمالية, وغربا حيث السهول التي تنحدر إلى وادي الأردن, وكذلك السهول الجنوبية والشرقية.


كما تقع منطقة حسبان في قلب الهضبة الأردنية, مما جعلها تتمتع بموقع جغرافي فريد, مميزٍ استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا. وحباها الله بطبيعة تميزت بالتنوع المناخي وتنوع التضاريس, فاحتوت على ثلاثة أشكال طبوغرافية وهي: الهضاب, والمرتفعات, والسهول, إلى جانب توفر الماء والتربة الجيدة والتنوع الصخري. وبهذه المميزات كانت حسبان عبر العصور ملائمة للاستقرار البشري والحيواني والنباتي.

من كتاب حسبان عراقة التاريخ وسحر الاثار - الدكتور يوسف محمد الشيبي