عذرا امة نمتِ عميقا *** فنومك طال كثيرا
كنت شمعا متوهجا *** فأصبحت كيانا مندثرا
حلمت يوما أن تبلغي القيادة*** اليوم دسست حلمك تحت الوسادة
فبربك كيف الوصول إلى الريادة*** وها أنت عدت اليوم جمادا
تريدين بناء الحضارة *** وأنت اقل الأمم جدارة
أدمنت الجهل كإدمان السجارة *** فكيف تصلين إلى الصدارة
إلى التفرقة ناديت *** ذاك سني وذاك شيعي صرخت
بين الأديان فرقت *** وبين المذاهب ميزت
أتحسبين بهذا تطورت *** أم إلى القمم وصلت
والله انك بهذا ضعفت *** والى التخلف انحدرت
إن العود وحده ينكسر *** والأعواد إذا اجتمعت تنتصر
أيا امة قل ما تتكتل *** وطالما تنكسر
أما سمعتم الله في قوله إن اعتصموا *** بحبله ولا تفرقوا
قل اجتمعوا أو لا تجتمعوا *** أما النصر فلا تنتظروا
إن النصر لمن بقول الجبار يعملُ*** وعن أمره لا يغفلُ
فيا نار لا تشتعلي بالحطب *** اشتعلي بتاريخ العرب
اشتعلي بالمقالات والخطب *** اشتعلي بشعوب الخشب
اشتعلي بحكام الذهب *** اشتعلي بأضغاث أحلام العرب
أمتي
ألستِ من ولدتِ الفارابي *** وابن رشد والغزالي
أم نسيتِ الأيام الخوالي*** ونشدان القمم الأعالي
سيبقى الطفل في صدري يعاديكِ *** مبحوحا يناديكِ
سجينا يُجاريكِ*** بالقلم يقاضيكِ
لكن أين المفر منكِ *** وأنا بأمتي أناديكِ
كيف ودمي يتغلغل فيكِ *** من شدة الغيرة عليكِ
أمتي
إليك احضنيني *** وفي حضنك البارد احتويني
كالعطر في الأجواء انثريني *** وبعروبتي مجديني
أوصيك إن مت يوما *** دعي دم العروبة ينهمر فيك