للعيد بهجته التي يختص بها ، ولاتكون تلك البهجة بنكهتها وماتبعثه في الإحساس إلا في العيد ؛ ومن أحد أسباب تلك البهجة الطقوس التي تحرص المجتمعات المسلمة على تصميمها والتفنن فيها لقضاء يوم العيد ، ومايتم تقديمه من مأكولات ومشروبات من بينها الحلويات الشرقية والغربية بمختلف أنواعها ومستوياتها ، كذلك العيدية فلها وقع في النفوس مختلف خاصة على الأطفال وحتى على الكبار ، وفي منزل والدي كنا سبعة أبناء ذكور وأربع إناث وكانت العيدية لاتزيد عن العشرة ريالات لكل واحد منا ! وربما كنت وأنا الكبرى أستنكر ذلك وأرى نفسي أحق بعيدية أكبر وأغلى خاصة وأنني كنت عونا لوالدتي أنا وأختيّ فالعيدية لابد أن تليق بجهودنا طوال شهر رمضان ، ومع ذلك لم يكن والدي ليفرّق بيننا في العيدية ، أما أكبر مبلغ عيدية نلته في طفولتي فقد كان من عمي وهو خمسون ريالا وأنا في الصف السادس، ويوم أن امتلكت ذلك المبلغ شعرت أنني أغنى فتاة بين الجميع ، ثم لاأعلم أين ذهبت تلك الخمسين ريالا ولا من قام بمصادرتها ،وهذا العام كانت أغلى عيدية من شقيقي آخر العنقود الذي أهداني مبلغ خمسمئة ريال وكأنه يقول لي : بعدما صرتُ موظفا فأنا مسؤول عن إسعادك ، وأثر العيدية في النفوس لايختلف فيه الكبار عن الصغار ، وخاصة لدى النساء ، والزوجة تحديدا ، وكانت لدى بعض القبائل وفي بعض الدول العربية عادة تسمى بـ( حق الملح ) وتعني معايدة الزوجة أو من كانت تقوم على إعداد الطعام طوال الشهر الفضيل بقطعة من الذهب يقدمها لها الزوج ليلة العيد أو نهار العيد .. وماتزال هذه العادة لدى الكثيرين ، فإن لم يهدها ذهبا فإنه يعطيها قيمته نقدا ، في حين لم يلتفت البعض مطلقا لا بعيدية ولا بحق الملح ولاحتى بعبارة لطيفة لمن كانت طوال الشهر الفضيل وغيره تعد أصناف الطعام لكل من في البيت فلهولاء أقول أنتن العيد للدنيا ولأنفسكن وكافئي نفسك بنفسك واهدي نفسك بنفسك فحق نفسك إنما يقع بالمقام الأول عليك أنت 🌸
كتبته : حنان الغامدي