-أحلم الآن باأن اكون أكثر خفة بلا جسدٍ ثقيلٍ معطوبٍ تشبّع من المسكنات لمواجهة الألم . .
لكل منا طريقته ف التعبير عن ألمه ، انكساراته، احلامه المحطمة .. قد تجعلك تلك الطريقة اكثر خفة وقد تجعلك اكثر ثقلاً وانكساراً ..
وهذا مايفعله جسدي دوماً بعد أن أصبح عدوي الأول الذي يهدم ويهاجم كل تقبُل وكتمان للألم الذي ينتج عن المواقف السيئة ،فيضع الألغام داخلي لتنفجر -بمجرد ان أُحدث حركة واحدة خطأ - انفجاراً مدوياً وشديداً تتناثر إثره اشلاء كثيرة، وتظل في حيرةٍ من أمرك "لأي حرب تنتمي هذه الألغام،وأي حركة خطأ احدثت تلك الإنفجار؟!"
كنت اسمعهم يقولون أن الحزن قد يُميت صاحبه ، لم اصدق هذا إلى أن وجدت عشرات الأدوية تجتاح جوفي يومياً
اراقب كل يوم وزني الذي افقده بلا توقف، وصورة وجهي الشاحب والتقرحات التي تملأ جسدي وافكر متى تنتهي تلك الحرب التي شنتها معدتي مجدداً ضد الطعام ؟!
اليوم هو اليوم السادس عشر للرفض التام للطعام وتلك المرحلة بعد الرفض الجزئي الذي بدأ منذ شهرين
بمجرد ان أرى الطعام تغثو معدتي وانحني لأفرغ القدر الضئيل الذي استطعت بالكاد الحفاظ عليه من آخر مادخل جوفي .. تنهار قوايا شيئاً فشيئاً واستطع بالكاد مغادرة الفراش
اخبرني الطبيب الذي فقدت الرغبة ف زيارته مجدداً أنني بحاجة لإنهاء كل تلك الفوضى والقلق داخلي بحاجة للراحة والاسترخاء وافراغ كل ماهو مزعج كما تفرغ معدتي كل مالاتقبله خارجاً ، وأن علي أيضاً تقبل حدوث كل ماهو مزعج وسئ والتعامل معه حتى استطع تغييره او تقبل وجوده إن لم استطع ..ولكنه لم يعرف أنني افعل هذا دائماً من نفاذ الحيلة وقلتها ف يدي
فااتذكر كيف بعد ان فشلت ف السيطرة على نوبات الصداع -التي كادت تقتلني يوماً -تقبلتها وفتحت لها اذرعي مرحبة بوجودها ف يومي فااصبحت لا تؤلم كالسابق او اصبحت أعتاد ألمها لا ادري ، واتذكر ايضاً كيف صادقت منظر الدماء على وسادتي ف كثير من الصباحات فلم تعد تفزعني كما كانت تفعل ف البداية اعتبرتها طريقة يفعلها جسدي لطرد ماهو مزعج بداخله لابد انه اخذ بنصيحة طبيبه هو الآخر ..
تعلمت كيف اُربت على يدي المرتعشة الباردة واخفف من حدة رعشتها
فادركت بعد كل هذا كلام الطبيب لي "ان الألم يبدأ كبيراً ثم يتلاشى شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت وان تقبُل الاشياء المزعجة ف الحياة هو أول خطوة لتجاوزها ..لا يهم ان تكون بطلاً ف رواية أحدهم ولكن الأهم ان تكون بطلاً ف روايتك انت تخوض الحروب فتنتصر تارة وتُهزم أخرى لتنهض وتخوض حروباً أخرى دون ان تستسلم "
هب لنا من لدنك قوة وعناية ياالله🤲🏻