بحث الكثير من القراء والعلماء والادباء عن حضارة عربية وتاريخ عربي من قديم الزمان من نواحي عدة وتنوعت أبحاثهم بين أبحاث فكرية وأخرى اجتماعية ، وأخرى تناولت موضوع الشخصيات الاسطورية والملاحم البطولية حيث كان لها النصيب الاكبر وجرى تهميش النواحي الفكرية والاجتماعية مما تسبب في نزاع اجتماعي وفكري كبير كان له اثر واضح في ضعف الحضارة العربية.

أتحدث عن شهيد عربي ليبي جذب إليه الكثير من القلوب واستلهم منه الكثير من المقاتلين فكان ذلك المثل العالي والواضح في تاريخ العرب الحديث الذي كان عنوانه ( تاريخ وحضارة ممزوجة برائحة الدم ) .

سأستغل هذه التدوينة لأتحدث عن فيلم عملاق وهو فيلم " عمرالمختار" للمخرج مصطفى العقاد ، وضع الشهيد عمر المختار حجر الاساس في ثورة كان هدفها دحر محتل بلاده واسترجاع حقه في سيادة بلده بقوة السلاح ليستشهد ويتابع ابناء بلده المشوار ويحققوا ما حلم به الشهيد الراحل .

لاحظت في هذا العمل الجميل انه تم الابتعاد عن فكرة الاسطورة وكان نصه يدور حول ملحمة وطنية 
أي قضية شعب يكافح من اجل نيل استقلاله لم يعي عمر المختار كبر عمره بل استمر في القتال وهو في الشيخوخة لانه لا يطمح ولا يقاتل في سبيل رئاسة او سلطة .

هذا الانتاج الضخم هو من انتاج امريكي وليس عربيا ؟ وهنا المفارقة الواضحة هل اختفى الضمير العربي ؟ هل اصبحت امريكا راعي هذه الاعمال التي تتحدث عن العرب وتاريخهم ؟

تحدث نص الفيلم عن شهيد ندر حياته في سبيل وطنه وهذا الامر يتخالف مع توجهات الحكومات العربية التي اتبعت سياسة التطبيع والعلاقات الصديقة مع الغرب وامريكا ، فتأثرت الشعوب بتأثر الحكومات فتشكل الضعف المزدوج الممزوج برائحة الذل والهوان حتى ان ادوار الفيلم والشخصيات فيه هم عبارة عن اوروبيين وامريكيين؟

ولكن طريقة طرح الفيلم كانت جميلة لانها اظهرت الشعب الليبي على اختلاف الوانه انه موجود ولن يغادر ارضه قبل نيل استقلاله، كان العقاد يعي تماما انه يتوجه لجمهور عالمي يعرف التاريخ ويحترم الصدق .

لفت نظري ذلك المشهد الجميل المبكي لعمر المختار عندما علق على حبل المشنقة ورمى نظارته حين امسك بها غلام صغير فدل هذا المشهد على ان الشعب فيه الكثير من امثال عمر المختار ليتابع الكفاح ومابناه ، وخاطب الجمهور بلغة راقية سواء على مستوى المضمون او الشكل السينمائي .