قبل أيام افترضت أختي بأني أريد الخلاص بأية شكل, نهاية الطريق هي ما أريده ولكني أجبتها: " أبي أنتهي بس بعد أبي أسوي شيء يواجه" .. وكلمة (يواجه) بالعامية تعني أن يكون عملي جيد بحيث أني لا أخجل بعده من مواجهة من سلمت له هذا العمل. رغم أني لا أستخدم هذه الكلمة بالعادة إلا أني كنت أعنيها, كانت الكلمة الوحيدة التي تصف ما أشعر به في تلك اللحظة..
أين أنا الآن من هذه الكلمة؟! قلبي مخطوف والخوف يتسرب إلي من مكان ما أجهله, أمتلأ بالخوف أكثر كلما اقتربت المواعيد النهائية التي ستجعلني مع مواجهة مباشرة لعملي أياً كان, أول المواعيد بعد غد وربما هو الموعد الوحيد الذي بذلت فيه جهداً وكانت نتائج هذا الجهد ظاهرة إلى حدٍ ما, مقارنة بأشياء أخرى بذلت فيها جهداً مضاعفاً لكن نتائجها سيئة حتى الآن وستظل كذلك ولو منحت سنة إضافيّة! وهو ربما العمل الوحيد الذي سأواجه فيه من قدمت له هذا العمل, ولأنه لازال لدي وقت قبل التسليم النهائي, ورغم أن هذا الوقت هو من حق أشياء أخرى لكنه بشكل ما يتسرب إلى داخلي ليقوض كل ما بنيته, يشي لي - الوقت الزائد- بأنه لم يتوفر لدي المزيد منه إلا لأنه كان يمكنني -ولازال - تقديم عمل أفضل مما أنوي تقديمه! ولأنه لا مزاج لدي لبذل المزيد فيه أو حتى في غيره فأنا أماطل بشكل ما, أماطل في الوقت الذي لا يماطل فيّ! الساعة هي الأخرى متواطئة بشكل ما معه, لا تريد أن تتزحزح! .. في كل نظرة خاطفة لها, أجدها عابسة تترقبني في كل حركة وكأني أخطأت في حقها بشكل ما!
يجب أن يفهمان - الوقت الزائد والساعة المتواطئة معه - يجب أن أفهم أنا أيضاً ! .. أني لا أريد أن أضيف أي شيء, بدلاً من ذلك علي البدء في عمل آخر معلّق كحبل مشنقة فوق رأس نتائجي, وسيظل مُعلّقاً كما هو حتى أبذل جهدي في إنزاله وفك عقده, عقدة عقدة!