في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتحوّلت من مجرد منصات للتواصل إلى أدوات ربحية تُستخدم لتحقيق مكاسب مالية. ومن بين هذه الوسائل، يأتي تطبيق "تيك توك" الذي أصبح محط جدل واسع بسبب ما يُثار حوله من شبهات دينية وأخلاقية. في هذا المقال، نستعرض تفصيلًا فتوى الشيخ د. حازم شومان بشأن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين: هل أموال التيك توك حلال أم حرام؟
التيك توك: بين المكاسب المالية والشبهات الأخلاقية
تطبيق تيك توك، الذي يعتبر مجتمعًا ضخمًا يضم ملايين المستخدمين حول العالم، يُتيح للكثيرين فرصة تحقيق دخل مادي من خلال مشاركة مقاطع الفيديو. لكن، هل هذه المكاسب دائمًا مشروعة من منظور ديني؟
د. حازم شومان يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن اعتبار الأموال المكتسبة من التيك توك حلالًا إذا كانت المنصة مليئة بالمحتوى غير الأخلاقي أو المحتوى الذي يخالف الشريعة الإسلامية؟
التيك توك ومجتمع "الراقصين"
يشير الشيخ إلى أن التيك توك يُعرف في أوساط علم النفس والاجتماع بـ"مجتمع الراقصين"، وذلك بسبب انتشار مقاطع الرقص التي تبرز مفاتن النساء بشكل كبير. ويوضح أن هذا النوع من المحتوى قد يُوقع المشاهد في الفتنة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "العين تزني وزناها النظر".
ويُحذر من أن مجرد مشاهدة هذه المقاطع يُعد خطوة أولى نحو الوقوع في المعاصي، والتي قد لا يستطيع الإنسان الخروج منها بسهولة، مثلما يحدث عند محاولة تجاوز "غرزة" خطيرة أثناء قيادة السيارة.
السيئات الجارية وخطر "الشير"
من النقاط التي ركز عليها الشيخ د. حازم شومان هي خطورة نشر مقاطع الفيديو غير اللائقة على التيك توك. فبمجرد مشاركة مقطع، يُصبح ناشره مسؤولًا عن كل من يشاهده أو يتأثر به.
وأوضح الشيخ بأرقام مذهلة التأثير السلبي للشير:
- مقطع فيديو مدته خمس دقائق يشاهده 100,000 شخص يعني 500,000 دقيقة من المشاهدة.
- الدقيقة الواحدة تحتوي على 60 ثانية، أي ما يعادل 30 مليون ثانية.
- إذا كانت الثانية الواحدة تتطلب 16 صورة لتكوين الفيديو، فإن الحصيلة تكون 480 مليون صورة حرام قد يُحاسب عليها الإنسان أمام الله.
التيك توك أم المواقع الإباحية؟ أيهما أخطر؟
يفاجئ الشيخ المستمعين برأي صادم: التيك توك أخطر من المواقع الإباحية!
كيف ذلك؟ لأنه بخلاف المواقع الإباحية التي قد يتجنبها البعض عمدًا، فإن التيك توك يُعرض المحتوى الإباحي بشكل غير مباشر وسط مقاطع الفيديو اليومية، مما يجعله أكثر خطرًا على النفوس الضعيفة، خاصة مع إمكانية التواصل المباشر بين المستخدمين، مما يزيد من الفتنة والضرر.
النتائج المترتبة على استخدام التيك توك
يشير الشيخ إلى حالات واقعية تعكس النتائج السلبية لاستخدام التيك توك:
- حبس العديد من الفتيات بسبب نشر مقاطع تُعد خادشة للحياء أو تخالف القوانين.
- انتحار عدد كبير من الشباب نتيجة الاكتئاب الذي تسببه وسائل التواصل الاجتماعي وما تحمله من ضغط نفسي ومقارنات اجتماعية.
الأموال المكتسبة من التيك توك: الحكم الشرعي
تُعد الأموال المكتسبة من التيك توك محل شبهة كبيرة، خاصة إذا كانت ناتجة عن نشر محتوى غير لائق أو غير مشروع. ووفقًا للشيخ د. حازم شومان، فإن المكاسب التي تأتي من معصية الله أو من نشر الفساد تُعد أموالًا حرامًا، ويجب على المسلم تجنبها تمامًا.
نصيحة أخيرة من الشيخ د. حازم شومان
في ختام كلامه، يُذكّر الشيخ أن الحياة مليئة بالفرص الحلال لتحقيق المكاسب المادية، وأن الإنسان يجب أن يتحرى مصدر رزقه، لأن المال الحرام لا بركة فيه. كما يشدد على أهمية الابتعاد عن أي وسيلة قد تُعرض الإنسان للفتنة أو توقعه في المعصية.
كلمة ختامية
إن اتخاذ قرار بشأن استخدام التيك توك ليس مجرد اختيار شخصي، بل هو مسؤولية أمام الله وأمام المجتمع. ومن هنا، يدعو موقع أموالي amwaly جميع القراء إلى تحري الحلال في كل جوانب حياتهم، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو في غيرها من الأمور، لتحقيق رضا الله والنجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة.
للمزيد تابعوا موقع راموس المصري و مدونة منوعات راموس شكرًا لكم.