الاعلام البعثي والطائفي والانفصالي في العراق ؛ قد أدى دورا تخريبيا ملحوظا على الرغم من الاختلاف القومي والايديولوجي فيما بينهم , اذ عملوا على تغييب وعي الجماهير لاسيما ابناء الاغلبية وتغيير قناعاتهم ومسخ شخصياتهم , وقد اشرف رموز وشخصيات الفئات التكفيرية والطائفية والانفصالية والبعثية على نشر البرامج المسمومة والمحتوى الهابط والمسلسلات والافلام والوثائقيات المنكوسة واللقاءات الطائفية الحاقدة , والحلقات والدراسات الثقافية والتاريخية والدينية والسياسية المتحيزة والباطلة ؛ فضلا عن تشويه سمعة الشيعة ولاسيما الاغلبية العراقية , ونقل الصور السلبية والمحبطة عن العراق والعراقيين الاصلاء ؛ وقد صدم السياح والعمال والزوار الاجانب والعرب بالواقع العراقي واخلاق العراقيين الاصلاء وحقيقة الامور التي تجري في العراق ؛ عندما جاؤا الى العراق واختلطوا بالعراقيين , وكشفوا اكاذيب وتدليسات ومبالغات الاعلام الهجين المسموم .
كل الشخصيات المهنية والموضوعية تعلم علم اليقين ان الاعلام الهجين في العراق ؛ لا ينقل الحقائق ويبالغ في نقل الاحداث , ويتعامل بازدواجية مكشوفة وطائفية مقيتة وعنصرية واضحة مع العراقيين الاصلاء من ابناء الاغلبية العراقية ؛ ويقلب الامور رأسا على عقب , ويخفي الحقائق والانجازات والتغييرات الايجابية , وينشر الاتهامات والاشاعات والدعايات المعادية للساسة المتصدين والعراق والعراقيين والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية ؛ ويستندون في سياساتهم الاعلامية المنكوسة الى منطلقات طائفية وانفصالية وسياسية مشبوهة ؛ تهدف الى الحاق افدح الاضرار بالعراق والاغلبية والامة العراقية ؛ لانهم لا يؤمنون بالعراق الواحد والهوية الوطنية الاصيلة والثقافة العراقية العريقة والتعايش السلمي والحياة المدنية والقيم الديمقراطية .
ولا زال هذا الاعلام الاصفر الحاقد يمارس نفس الدور المعادي الى هذه اللحظة , بل ان صراخ وسائله تعالى , ونباح مرتزقته ملئ اجواء وسائل التواصل الاجتماعي , وارتفعت عقيرة البعض بالدعوة الى اسقاط التجربة الديمقراطية والعملية السياسية ؛ وطلب التدخل العسكري الامريكي والصهيوني في العراق علنا وبلا حياء ؛ وتدافعت فضائياتهم وصحفهم واقلامهم المأجورة دفاعا عن حقوق الارهابيين والمطالبة بالعفو عنهم واخراجهم من السجون ؛ مع الدعوة لحل الحشد الشعبي ؛ وتأييد الحركات والفصائل الارهابية والطائفية في سوريا وغيرها , بل والدعوة للتنسيق معها ضد الاغلبية العراقية والعراق ؛ فضلا عن الاساءات المتكررة للمؤسسات الحكومية والامنية والشخصيات الوطنية العامة وكيل التهم الجزاف ضد العراقيين .
ولا أدري الى متى تبقى الحكومات العراقية المنتخبة والاجهزة الامنية و الشخصيات الحكومية تلتزم الصمت ازاء هذا الاستهتار الاعلامي , والارهاب المبطن , والنعرات الانفصالية والطائفية والعنصرية التي تدعو للفتنة والقلاقل والاضطرابات وشق الصف الوطني والتمرد والاطاحة بالدولة والحكومة , وتكرار السيناريوهات السياسية للأنظمة الاستبدادية والطائفية البائدة والتحركات الارهابية والخروقات الامنية التي تصدت لها القوات الامنية والحشد الشعبي عام 2014 ؛ وبما المعارك الحالية والامن الوطني يتوقف على حسم المعركة الاعلامية والثقافية والتصدي للغزو الفكري والثقافي المعادي والذي يستهدف قيم ومبادئ ومقدسات الاغلبية والامة العراقية وأمن وسيادة الوطن ؛ صار لزاما على الحكومة والاجهزة الامنية مراقبة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وحظر تلك التي تستخدم من قبل الاعداء والمتربصين ؛ فقد ضاق العراقيون ذرعا بتلك الاراجيف وبرامج ومخططات الاعلام الهجين الحاقد .