فرضية عودة البعثية او حكم الاقلية

قد سأل احدهم عن ايهما أطول عمرا : العراق السني البريطاني (83 عام ) ام العراق الشيعي الامريكي ؟ 

فأجاب : العراق السني البريطاني أطول الا ان العراق الشيعي الامريكي الاقوى أثرا ؛ نعم يخطئ من يعتقد ان الاغلبية العراقية قد تقبل بعودة عقارب الساعة الى الوراء , والرجوع الى مربع حكم الاقلية باسم الملكية او الجمهورية  او الوطنية او تحت شعارات القومجية او البعثية ؛ فما بعد عام 2003 ليس كما قبله , فقد عرفت الاغلبية العراقية حقيقة القوم وارتباطاتهم الخارجية , وزيف شعاراتهم وادعاءاتهم السياسية , ولا يغرن البعض ان جماهير الاغلبية العراقية المستاءة من بعض الساسة من المحسوبين عليهم ؛ سوف يقبلون بغيرهم من المحسوبين على الفئة الهجينة الحاقدة والطائفة السنية الكريمة ؛ فان كان العراقي الاصيل ينتقد اخاه ويشجب اباه بسبب الفساد او سوء الادارة ؛ فهو يبغض الهجين بغضا عقائديا بل وراثيا ؛ لأنه يرى فيه الحقارة والدناءة والعمالة والقسوة والاجرام والارهاب وانعدام الاصل والشرف والاخلاق والارتباط بالأعداء والمحتلين ؛ ولعل البعض منا لا زال يتذكر كيف ان العراقيين الاصلاء يشتمون صدام في عقد التسعينات (خربصدام ) بمناسبة ومن دونها لاسيما في المناطق الشعبية كالثورة ومحافظات الجنوب , ويطلقون عليه تسمية ( ابن صبحة ) للانتقاص والاستهزاء  بل وصل الامر بهم ؛ انهم  اذا ارادوا ان ينتقصوا من احد قالوا عنه ( الحزبي او البعثي ابن البعثي او عرضه صكط  بعثي ) ؛ ولم يتوقف اقتناص شراذم البعثية ومجرمي الاجهزة القمعية الصدامية واغتيالهم قط , لاسيما في الانتفاضة العراقية الخالدة عام 1991 وبعد استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر 1999 – الانتفاضة الصدرية - , وبعد سقوط النظام الاجرامي عام 2003 ؛  اختبئت شراذم  الطائفية وعصابات البعثية في الجحور والحفر ك كبيرهم ابن صبحة الذي علمهم الاجرام والارهاب ؛ وهرب البعض الاخر منهم كالجبناء , بينما تم انزال القصاص العادل بالقلة القليلة منهم ؛  فمن سابع  المستحيلات  تدجين الاغلبية العراقية او اخضاعها  للفئة الهجينة او للأقلية السنية في التغيير الجديد , وذلك للأسباب الكثيرة ومنها : ان الاغلبية العراقية معروفة ومنذ القدم بالتمرد والكبرياء والعصيان وعدم القبول بالظلم والجور , وقيامهم بالثورات والانتفاضات ضد  الاجانب المحتلين او الحكام المختلفين معهم اختلافا عقائديا ولاسيما النواصب والطائفيين منهم ؛ وقد خاضت الاغلبية العراقية معارك وثورات وصولات وانتفاضات عديدة طوال عقود حكم الفئة الهجينة والطغمة الطائفية – من عام 1920 حتى 2003 – على الرغم من تهميشهم واقصائهم وافقارهم وتجريدهم من كل عناصر القوة , وانعدام كافة انواع الدعم المادي واللوجستي الخارجي لهم , ومع ذلك بدؤا معارضتهم بالمكوار والفالة وانتهوا بالكلاشنكوف والمسدس ؛ هذه حالتهم السابقة مع اعتى المجرمين والظلمة السفاحين , فما بالكم الان وهم يتمتعون بالكثير من المقومات المادية والمعنوية , وفرضية رجوع البعثية او الاقلية السنية للحكم في العراق , وتشبيه هذا الامر بعودة طالبان للحكم في افغانستان وبمساعدة ومباركة الأمريكان ؛ قياس مع الفارق , فحركة طالبان تنتمي للأغلبية السكانية الافغانية وتتماهى مع عقائد الافغان وعاداتهم وتقاليدهم , وتحظى بتأييد الكثير منهم ؛ بخلاف البعثية والاقلية السنية , واما بخصوص البعثية الذين هم يعتبرون الوجه الاخر للأقلية السنية فتاريخهم الاجرامي معروف لدى العراقيين ولا يوجد عراقي اصيل او شريف يحبهم او يحترمهم ؛ باستثناء ابناء الاقلية السنية والفئة الهجينة والقلة القليلة من دونية الاغلبية من سقط المتاع وحثالة المجتمع ؛ واما فيما يتعلق بحكم الاقلية السنية فهم قد تخفوا خلف الشعارات الملكية والجمهورية والوطنية والقومية والبعثية طوال 83 ؛ وقد انطلت مسرحياتهم على جماهير الاغلبية والامة العراقية الا انهم اسفروا عن حقيقتهم الطائفية وكشروا عن انيابهم العنصرية الاجرامية في قمع الانتفاضة العراقية عام 1991 وما بعدها فقد رفعوا شعارات ( لا شيعة بعد اليوم ) ودنسوا المقدسات وهتكوا الحرمات ونفذوا عمليات التطهير الطائفي بلا رحمة ولا شفقة وامتلئت بلاد الرافدين بالمقابر الجماعية , ولم يكتفوا بكل تلك المجازر ولم يرتووا من دماء الشيعة , اذ شنوا الهجمات والغزوات الاجرامية والصولات الجهادية التكفيرية والعمليات الانتحارية وفجروا المفخخات والاحزمة الناسفة بين الابرياء من العراقيين الاصلاء بعد عام 2003 , بل واستغاثوا واستعانوا بالأجانب المجرمين  والغرباء المشبوهين والاعراب الذباحين , وطلق البعض منهم زوجاتهم من بنات الاغلبية وطالبوا بإرجاع بناتهم من رجال الاغلبية , وهجروا الشيعة من مناطقهم واستولوا على بيوتهم واملاكهم , وغيرها الكثير الكثير من الجرائم الطائفية والافعال المنكرة العنصرية والسلوكيات المرضية والتصريحات الحاقدة العنصرية والطائفية ضد الاغلبية والشيعة وابناء الجنوب ... الخ ؛ مما شكل سدا منيعا وحاجزا كبيرا بين ابناء الاقلية والاغلبية , ودق اسفين بينهما , لاسيما وان شباب الشيعة الان قد تعودوا على الحريات المختلفة ونشأوا نشأة خير وعز ودلال وراحة , والكثير منهم متشبث بالعقائد والطقوس الدينية ولديه استعداد بأن يحرق الاخضر واليابس اذا ما شعر بأن عقيدته الشيعية او مقدساته الدينية او حرياته المذهبية قد تتعرض للخطر او المنع او التضييق ... الخ ؛ وبما ان ابناء الاقلية السنية لا يعرفون غير لغة العنف والقسوة والقوة والاقصاء والتكفير والتهميش والتضييق وخنق الحريات وتكميم الافواه وتجفيف الموارد والخيرات , وتفضيل الغرباء على المواطنين الاصلاء بحجة القومية العربية او بذريعة الاخوة الاسلامية او القضية الفلسطينية ... الخ ؛ سيصدمون بالأغلبية العراقية  وتبدأ المعارضة المسلحة ولكن هذه المرة لا تقتصر على الفالة والمكوار او الكلاشنكوف والمسدس , بل ستأخذ منحنيات خطيرة قد تطال الكل وبلا استثناء بما فيها المصالح الغربية والموارد النفطية والغازية وغيرها , وقد تتطور الامور الى اعلان الحرب الطائفية والدعوة للتقسيم ... ؛ ولا اعتقد ان مئات الالاف من ابناء الحشد والفصائل المسلحة وتشكيلات المقاومة والاحزاب الاسلامية سوف تلتزم الصمت او ترمي السلاح او تهرب من المواجهة فيما اذا استلمت شراذم الاقلية السنية او شذاذ الفئة الهجينة السلطة في العراق .

وكل طرق الانظمة السنية الاستبدادية البائدة  واساليب الفئة الهجينة الملتوية من أجل الالتفاف على  جماهير الاغلبية العراقية  او البطش بهم أو إقصائهم أو على الاقل تهميشهم , والضحك عليهم , وتسخيرهم  ؛ والتي استخدمت طوال اكثر من قرن من الزمن ؛ كشفت وتعرت واصبحت لا تنطلي على شباب ورجال الاغلبية ؛ وكالعادة ان جائت الاقلية الى الحكم فإنما تأتي من دون قواعد جماهيرية او حاضنة شعبية ؛ وستبقى مستندة على الاستكبار والخارج ومرهونة بهما , ولا علاقة لها بالعراق والعراقيين الاصلاء .  

البعض يراهن على عودة الاقلية وبنفس الادوات العتيقة , ومنها : السيطرة على وسائل الاعلام والتبشير بهم وتمجيدهم والاشادة بهم وبمشاريعهم الوهمية والبسيطة والمشبوهة , وامتداح خطواتهم الغاشمة والعنصرية والطائفية والتي سوف تغلف بغلاف الوطنية والانجاز ومكافحة الفساد , وتقييد الحريات وتكميم الافواه  , واشغال الناس بالهموم والمشاكل اليومية , وتقليص الرواتب والوظائف والامتيازات , وارجاع الظروف المعيشية القاهرة واحوال العمل القاسية , و زرع الخنوع واليأس والخوف والقلق في نفوس الشعب ؛ والقبول بهم وبحكمهم وعلى الرغم من كل السلبيات والازمات ؛ وکأمر واقع مفروض على  الاغلبية والامة العراقية ؛  الا ان هذا الرهان خاسر , لان زمن الرهانات الهجينة قد ولى ومن دون رجعة .