.
.
- في يوم من الأيام ...
- خضعت لرغبة الكتابة وكأن بالقلب شيء كان غافياً واستيقظ على صوت مزعج ، مسكت القلم وأنا مع الاوراق متناثرين على طاولة متهالكة يعتليها ضوء حزين خافت ، بحثت عن المقدمة وفكرت كيف سأبدأ وعن ماذا سأكتب ، عن ذكرياتي القاسية أو وحدتي القاتلة أو احتياجاتي الصامتة أو أمنياتي المتعالية !!، حينها مرت علي كل الفصول بلون رمادي باهت و بحركة بطيئة وكأنها تسير بحذر على شيء تخشى عليه من الانكسار ، تسربت منها أحداث من العمر ماضية ولم تزل بالحنايا باقية ، و كأنها أحداث فيلم قديم أحفظ سنة اصداره جيداً و اتذكر كل مشهد ومايحمل من مشاعر و مافيه من حوارات عميقة و كلمات مؤلمة ونظرات حادة و قرارات على أثرها قُلبت موازين الحياة و تكسرت أحلام السنين و جروحٌ عميقة بالذاكرة تخلدت و جعلتني أعيش بقية العمر بشكل معاق ، توقفت... رفعت رأسي للسماء تنهدت بألم ، شعرت بشيء ثقيل يضغط على قلبي يجرني من الخلف إلى الوراء حيث المحطات القديمة والأزمنة الصعبة التي أحاول الهروب منها ، كانت مسيرة طويلة وكأنها ألف عام و أحداث مؤلمة تلتف على خاصرة الأيام وتعيق مسارها و جيش من الآلام تحارب ماتبقى لي من أمل في ساحات عمري المصلوب على هامش الحياة ...
- حاولت أن أرتب فوضى السنين العجاف فوق السطور بهدوء وأن أكتب كلمات النفس دون انفعال أو بكاء ... لكن الامر صعب للغاية... فكل حدث مزعج مرني نهش بوحشية شيء من روحي و كل دمعة احترقت في عيني احترقت معها نبضة في قلبي .. و الأيام الحزينة تدفع ثمنها أيام بريئة في العمر ليس لها ذنب ،. وجدت الذكريات متمددة في أرض الأيام و الأيام تتكاثر فوق حطام الأمس و الأمس عاجز عن المضي عن المغادرة عن التلاشي ...
- أعلم أن الحياة ماهي إلا أحداث متمددة في أوراق كتاب العمر و أن كل حدث مصيره الذبول وكل صفحة مصيرها الطي و لكن كل صفحة تطوى ينطوي معها جزء من كينونة الذات ، و صعب الرجوع للصفحات المطوية، حيث أن بعض الأخطاء يتعذرها التصحيح و بعض الهفوات غير قابلة للغفران وبعض التشوهات لايقدر عليها التجميل كما أن بعض الأعذار لايتقبلها عقل و لا يتعافى منها جرح ، صفحات اشتعلت بها حرائق و تركت الروح رماد يتطاير برياح السنين ، وصفحات رسمت معنى قاسياً للحياة و اخرى تركت بين سطورها جروح هي السبب فيما أنا عليه الآن ، احاول التخطي ... أحاول النسيان ... أحاول العوم في أمواج الحياة وسأصل في يومٍ ما إلى مرسى الآمان ولكن أحتاج مزيداً من القووة فالأمواج عاتية و الصخور حادة و الظلام موحش
- و الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن ،
- أخشى الانهيار أخشى الغرق
- تعبت التجديف وحدي💔.
