يتحدث الكثير منا عن الملل أو الروتين اليومى الذى يلاحقه طوال اليوم أو طوال حياته . 

ترى شخصا لا يجد وصفا للحياه سوى ان "  الحياه ممله "  ، غالبا ما يحضر إلى ذهنى عند سماع هذه الجمله او عندما ينتابني الشعور بالملل ، يحضرني تعاقب الفصول الأربعة : ربيع - صيف - خريف - شتاء ، فماذا لو كانت الحياه شتاءا فقط أو صيفا فقط أو ان الطقس  واحد مدى الحياه بلا تغيير ؟ فنحن عندما يأتي فصل الشتاء مثلا ، نجد أنفسنا أمام كسر للروتين الحياتى بشكل تلقائي وما يستدعيه هذا التغيير من تغير لنمط ملبسنا وطعامنا وشرابنا وعاداتنا اليوميه وما إلى ذلك ، وكذلك عندما يأتي الصيف ونحن ننتظره بفارغ الصبر لكى نجدد أنشطتنا وننطلق بكل بهجه مع أفراد العائلة للذهاب إلى المصيف ونحن فى حاله اشتياق كبير لكل ملمح من ملامح هذه الفصول ، هذا الاشتياق نفسه ثم اننا نجد ما كنا ننتظره على شوق ، فيه تجديد للروح وهو نعمه لأنفسنا وارواحنا ولكننا لا نشعر بذلك ، نعم فان تعاقب الفصول الأربعة فضلا عن ضرورته لحركه الكون واستمراريته ، فهو مظهر رائع من مظاهر التغيير والتجديد إذا تأملنا فقط السؤال : ماذا لو كنا نعيش فى الحياه بطقس واحد لا يتغير ؟

سؤال بسيط ؛ ماذا لو انت جالس واضع يدك على خديك وانت تشعر بالملل والرتابة وطرق عليك احد أصدقائك الباب وإذ يفاجئك بإعطائك دعوه لحضور حفل أو مناسبه سعيده فى اجمل الأماكن ؟! بالتأكيد سوف تسعد بذلك وأنه جاء إليك فى وقته ، فماذا عندما يدعونا الله -عز-وجل لحضور عيد عظيم كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك ، ماذا بدعوه من الله إلى عباده للفرح والبهجة والسرور ومشاركه هذه الفرحة مع احبابنا ، تخيل أن الله يدبر لك الفرح ، يخلق لك عيدا تتجدد فيه الروح بينما كنا نعيش يوما عاديا ، باهتا بلا روح .

ماذا لو كانت حياتنا بلا هذه التغيرات الإلهية ، دائما مانقول خلال شهر رمضان الكريم مقوله دون ان نشعر : ونحن فى الأيام العاديه كنا نفعل كذا وكذا ، إذن فإن فى هذا الشهر العظيم نحن نعيش اياما غير عاديه ، يأخذنا الله إلى رحله اجبارية جميله وهادئه من صخب الدنيا إلى سكينه النفس والطمأنينة ، وما تحمله تلك الأيام من فرص عظيمه لتتغير حياتنا كلها بدعوه نتمناها ، أليس كل هذا تغير رائع ومثمر ، أليس كل هذا يبعدنا عن اليوم العادى التقليدى ، اليست كلها نعم من الله ولكننا لا نتأملها .

لقد خلقنا الله وخلق معنا منهجا وتشريعا ، فالمتأمل لمنهج الله فانه يدرك من ورائه معانى كثيره وحكم بالغه لكى يجتمع الدين مع دنيانا ، فهو الحى القيوم يحى أنفسنا من العدم ويدبر لنا الامر كله 

فعندما تجلس مع إنسان يصف لك الحياه بأنها ممله ورتيبه ، اعلم انه يصف ملخص لحياته هو وليست الحياه التى يدعونا الله اليها بكل معانيها وبكل تفاصيلها . كل يوم هو يوم جديد ، وان تشابهت أيامنا فهذا بأسلوبنا نحن الذى نعيشه وفرضناه على أنفسنا من كسل واستسهال وحب الراحه دائما عن عمل اى شىء جديد ومفيد .

واخيرا ؛ تأمل سنن الله وحكمته من الأمور فى كل شىء ، تجد نورا ينير لك حياتك .