انتخبكم الشعب التونسي,ادخلكم الى البلاد من اوسع أبوابها بعد ان كنتم مطاريد تتوسلون الغير لإيوائكم وتقتنعون بالفتات,ظنا منه انكم ستقيمون دولة القانون والشفافية وتحترمون الرأي الاخر,تقدسون الجيرة وتنأون بأنفسكم عن التدخل في شؤون الاخرين,لكن الفكر الهدام الذي تحملون,جعلكم اداة طيعة في ايدي اعداء الامة,ان لم نقل دمية يُتحكم بها عن بعد,اصابع الاتهام تشير اليكم دون غيركم بالتورط في اغتيال النقابي شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي,التحقيقات لم تفضي الى نتيجة والحديث عن وجود جهاز سري يتبع لكم طفى الى السطح,للقيام بمثل هذه الاعمال القذرة,التي يمقتها الوطنيون الشرفاء.ما ادى الى تراجع شعبيتكم,فالشعب التونسي يمهل ولا يهمل.
منذ مجيء النهضة الى السلطة ارتبطت عضويا بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين المتمثل في قطر وتركيا رغم محاولاتها التمايز بأنها اسلاموية دعوية صرفة منفتحة على كل الثقافات والرؤى,إلا انها وللأسف كانت ولا تزال تمثل خطرا على دول المنطقة فقامت بتجنيد آلاف الشباب التونسي العاطل عن العمل وتصديرهم الى سوريا للقتال هناك نظير دعم مالي قطري وتركي,ليرجعوا الى تونس في توابيت,ومن كتبت له الحياة رجع الى ارض الوطن يحمل فكرا ارهابيا,نتج عنه مقتل العديد من رجال الامن والجيش وعشرات المدنيين,وتراجع عدد السياح ومن ثم الايرادات.
تدخل الحركة في الشأن الليبي لم ينقطع يوما منذ وصولها الى السلطة وان حاولت الظهور بأنها على مسافة واحدة من الافرقاء,استقبلت الارهابيين الليبيين خريجي تورا بورا بالأحضان (اخوة في العقيدة),فرشت لهؤلاء المجرمين البسط الحمراء,اقاموا بأفخم الفنادق,وتقبض الاثمان من خزينة الشعب الليبي التي استولوا عليها بقوة السلاح,تتمنى الحركة اطالة امد الحرب لأنه يتم معالجة جرحى الوفاق بالمصحات التونسية الخاصة التي تغص بهم وما يترتب على ذلك ايرادات.
الشعب الليبي وقواه الوطنية يدرك جيدا الحالة النفسية التي تمر بها حركة النهضة الاخوانية, الاخوان المسلمون بالمنطقة ومنها بطبيعة الحال حركة النهضة يرون في حكومة الوفاق الاخوانية التي تسيطر على ليبيا بقوة السلاح,بيت مال لهم لتنفيذ مشاريعهم الارهابية لذلك عليهم دعمها وشد ازرها بكافة السبل وان تكن قذرة,لان سقوطها سيجعل العقد الخبيث الذي يمثلون ينفرط بأقصى سرعة وتتناثر حباته وتكون نسيا منسيا.
تعدى السيد الغنوشي على صلاحيات رئيسة الجمهورية المحترم بشان السياسة الخارجية نتركها لسيادته للرد عليه,فرغم تقلده لأرفع منصب تشريعي إلا انه وقع من حيث يدري في مصيدة التسلل,فأصابه كيل من الشتائم لإحداثه شرخا في العلاقة بين الشعبين الشقيقين الجارين,ولم يراعي حقوق الجيرة,وساهم في استمرار المأساة التي يعيشها الليبيون,ماهكذا تكون الجيرة ياغنوشي .
تحية من الاعماق الى نواب المعارضة في تونس وبعض الساسة الذين انتفضوا ضد ما قام به السيد الغنوشي من تهنئة لرئيس الرئاسي الليبي ببسط سيطرة ميليشياته على قاعدة انسحب منها الجيش الليبي,فالشأن الخارجي لا يعنيه مباشرة,بل له مؤسساته العتيدة من خلال رئيس الدولة ووزارة الشؤون الخارجية.ربما جلسة الثالث من يونيو(جوان) المقبل التي سيعقدها البرلمان التونسي,ستبين لسيادته المهام المناطة به كرئيس لمجلس نواب الشعب,قد يكون اختلط عليه الامر بين مهامه الوطنية والحزبية.
قيام السيد الغنوشي بحل المكتب التنفيذي للنهضة,ينم على ان هناك خلافات جوهرية بين المؤسسيين للحركة والشبان بها,بشان طريقة عمل المكتب وتركز كافة الصلاحية بيد رئيسها, واستقالات بعض الاعضاء المؤسسين,قد تؤدي الى سحب الصلاحيات من رئيس الحركة ان لم نقل اقالته لأنه بات يشكل خطرا على الحركة التي اخذت شعبيتها في الفتور.