هل حان موعد الإئتلاف مع روسيا !...
رحيم الخالدي
تمخضت الأحداث في الآونة الأخيرة الى نتائج تدعوا الى كثير العمل الحقيقي، وترك الإنعزال الذي فكك المكونات، بفضل التناحر السياسي الذي أدى الى ضعف الأداء الحكومي وبمساعدة أمريكا طبعاً .
لم يترك الإرهاب أي شيء ما لم يترك له بصمة فيها، وهذا يتبع من يقف وراءهم من السياسيين، أو القوى الإستكبارية! وإلا ماذا نسمي ذلك بين الفترة والأخرى يطفو على السطح، شخصية بارزة ولها ثقلها وهي تساند وتغذي الإرهاب !.
العراق اليوم على مفترق! طرق وخاصة مع الجانب الأمريكي الذي تنصل عن الإتفاقية الملزمة بالدفاع عن العراق، ضد أي هجوم أو تدخل أو انزال، بينما بقيت كل الإتفاقيات مع دول الخليج والإقليم قائمة! وما جرى أيام سقوط الموصل عندما هاجم التنظيم الإرهابي أربيل تصدت أمريكا لذلك الهجوم بكل إحترافية، وأبقت الوضع على باقي المحافظات المحتلة كما هو! وهذا يقودنا لأمر معروف مفادهُ أننا كعراقيون مستهدفون من قبل أمريكا مباشرةً، ولا تريد الإستقرار للعراق أبداً والقضاء علينا بكل الوسائل ما أُتيحت! والطائفية التي زرعوها بين مكونات الشعب العراقي أبسط دليل، ولا زالت مترسخة في بعض العقول التي تطرحها شخصيات سياسية، ولائهم للدول التي جندتهم ليكونوا عينا لهم علينا، والتحالف الوطني اليوم يقع عليه عاتق حماية العراق لأنه الكتلة الأكبر، ولابد له أن يخرج ببرنامج متكامل، بتخليصنا من الهيمنة الأمريكية والجلوس على الطاولة المستديرة، والمكاشفة لكل المكونات للتحالف أعلاه، والذهاب بتحالف مع الجانب الروسي اليوم قبل الغد، لأنه عازم بصدق في القضاء على الإرهاب، ولنسارع بلملمة الأوراق كوننا مهددين بالتقسيم! ولابد للمتطلع على الأخبار في برنامج البحث "كوكل"، الذي يظهر محافظة البصرة كإقليم وليس كمحافظة! وهذه سابقة خطيرة جداُ مع الصمت الحكومي إزائها !.
تركيا بالأمس القريب قامت بإسقاط الطائرة الروسية في الأجواء الحدودية السورية، وحسب إدعائها أنها خرقت الأجواء التركية لمدة ثمانية عشر ثانية! بينما هي اليوم تدخل الحدود وتجتازها بمساحة كبيرة من الكيلومترات، بعدةٍ وعديدٍ وآلياتٍ، فكيف تزن تركيا بين هذين الأمرين؟!.
روسيا وخلال اليومين الماضيين، خرقت الأجواء التركية أربع مرات! ولم يصدر أي شيء من الجانب التركي، خوف الوقوع فريسة الدب الروسي، فما المانع من التحالف مع الروس لحماية العراق، سيما أن أمريكا تنصلت من إتفاقيتها المبرمة مع الجاب العراقي بالحماية، وهذا يقودنا الى مفهوم أن القوة هي اللاعب الرئيسي في الساحة .
سحب البساط من تحت أقدام أمريكا، وتحييدها من التدخل في الشأن العراقي، إضافة الى بيان موقفها من التدخل التركي، وإعلامها ببطلان الإتفاقية التي لم تلتزم وتفي بها، فإننا مضطرون للتحالف مع الجانب الروسي، سيما أن روسيا قدمت لنا السلاح! في وقت حجبته أمريكا عن العراق! وكنا بأمس الحاجة له بوقت حرج جداً لصد عدوان الإرهاب .