إن كان جهلك بما عليك فعله يسبب لك الإحباط، فماذا عن كونك تعرف ما عليك فعله لكنك لا تُحرز أيّ تقدُّم فيه؟!
الأمر يبدو واضحًا؟ نعم، أنت تعاني من التشتت وضعف الإنتاجية، تنقضي الساعات والأيام والأسابيع وأنت عاجز عن إنجاز مهامك.
كانت تلك فترة تُشبه الكابوس، غرقت داخلها لفترة، لا أنجز شيئًا، المهام تتراكم عليّ يومًا بعد يوم. كنت طوال الوقت أحاول الخروجَ بحلولٍ وتجربةَ الكثير من الأشياء، لكن بدون فائدة، السيء أن هذا لم يقتصر على الجوانب المتعلقة بالعمل فحسب، بل امتد وأصبحت تواجهني في الدراسة، حتى في الحياة اليومية. كانت أيامًا صعبة للغاية.
أتوقع -بدليل اهتمامك بهذا الموضوع- أنك مررت بهذه التجربة، أو لا زلت تعاني منها.
الخبر السار هنا: “أن التغلب على هذه المشكلة ممكن، وأنك قادر على الخروج من تلك الدائرة المَقِيتة لكن على مراحل”.
في هذا المقال سأشاركك معك بعض الأسرار التي ساعدتني في العودة لبَرّ الأمان.
1– ابق مهامك الحالية مكتوبة.. وأمام ناظريك
كثرة هي الأشياء التي تودّ فعلها، ولكنها لا تزال في رأسك ولم تستطع البدء بها، ورغم كون المهمة مكتوبة، لأنك لم تستطع اتخاذ الخطوة الأولى للقيام بها.
قيامك بكتابة كل شيء تريد فعله أمامك ينقل المهمة من كونها شيء (تريد) القيام به إلى شيء (يجب) القيام به. بوجود ورقة أمامك أو على أحد التطبيقات ستبدأ في العمل على هذه المهمة، وكلما انتقلت لعمل شيء آخر -ليس له علاقة بها- سريعًا ما ستعيدك الورقة.
2- حدد وقتًا لإنجاز كل مهمة
من الأشياء التي ستساعدك على البقاء منظماًا: معرفة قيمة الوقت، ومعرفة نتيجة تجاوزك للوقت الذي وضع لكل مهمة.
ضَعْ لكل ما تقوم به وقتًا محددًا وكافيًا لإنجازه، إلزام نفسك بوقت محدد لإنجاز كل مهمة سيساعدك في تقسيم وقتك وتعويد نفسك على الالتزام به.
هناك أشخاص -أنا أحدهم- لا يستطيعون العمل إذا كان العمل يفتقد وقتًا محددًا لتسليمه، لكن مع تحديد موعد لإنجاز هذه المهمة يُجبرون أنفسهم على إنجاز العمل في ذاك الموعد.
3- تحدَّى نفسك
هل تظن أن بمقدورك كتابة 10 مقالات -يتطلب إنجازها عادةً 5 أيام- خلال يومين؟
نعم، أنت تستطيع ذلك، كل ما عليك هو تحدي نفسك. التحدي -عادة- يكون من أجل زيادة الإنتاجية، لكن في حالتي كان التحدي هو الحل لإنجاز بعض العمل الذي كنت أواجه صعوبة في إنجازه.
ساعدني ذلك على زيادة إنتاجيتي، وحلّ مشكلتي مع قلة الإنجاز والتسويف، بدا ليّ الأمر صعبًا إلى أن وضعته قيد التنفيذ.
4- استخدام تقنية الطماطم (بومودورو)
ربما كان اسمها يثير الضحك، وربما بعد استخدامها ستضحك أيضًا -إنما فرحًا- بمقدار الإنجاز الذي حققته بفضلها.
تقنية “الطماطم” أو “البومودورو”: هي تقنية تركز على مساعدة مستخدمها في إدارة الوقت بكفاءة أكثر.
تعمل التقنية بالاعتماد على مؤقِّتٍ يخبرك أنه يجب عليك العمل لفترة معينة، ثم أخذ استراحة لمدة زمنية بسيطة.
في العادة، المدة المحددة للعمل (أو المذاكرة أو التركيز على عمل شيء بشكل عام) هي (25) دقيقة تركيز، وبعد كل هذا الوقت من التركيز ستأخذ (5) دقائق راحة. تبدو الطريقة التي يعمل بها البومودورو بسيطة ولكن تأثيرها كبير جداً.
5- تجنب مواقع التواصل
لا يختلف اثنان على التأثير السيء التي تسببه مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية والتركيز، ورغم صعوبة تركها أو حتى التقليل منها في العادة، ولكن المهمة كانت أصعب بالنسبة ليّ، لأنها مجال عملي، حيث أعمل في إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.. ورغم ذلك، فقد نجحت!
بكل بساطة كان الحل على مرحلتين: في المرحلة الأولى أوقفت الإشعارات كليًا؛ لأنها الشيء الذي يعيدك لهذه المواقع بعد خروجك منها، ثم بعد ذلك قمت بحذف التطبيقات الخاصة بهذه المواقع من هاتفي.
بانتهاء التشتيت الكبير الذي كانت تسببه مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن هناك الكثير من الوقت الذي لا أفعل فيه شيء ويمكن استغلاله لزيادة إنتاجي أضعاف ما كان عليه.