الإقليم وتركيا وخلط الأوراق !....
رحيم الخالدي
بات معروفاً لدى القاصي والداني أن شرطي الشرق الاوسط "بوتين "، مسيطراً على مساحة كبيرة وخاصة الأجواء الإيرانية والسورية وأجواء روسيا، ولا يمكن أن تقترب أي طائرة كانت من هذه الأجواء .
التدخل التركي ليس وليد اليوم حسب إدعاء تركيا! وهذا مالا يعرفه المواطن العراقي، الذي أصبح لا يعرف أين الحقيقة! والحكومة العراقية ليس لديها تصريح يفند تلك الإدعاءآت، التي تتبدل حسب الموقف والحالة!.
بعد الإنحسار التركي اليوم، وسيطرة روسيا على الأجواء، والتهاب الجو المشحون إثر إسقاط الطائرة الروسية، وتركيا تعيش الحذر والصمت المطبق! وأسهل طريقة لإثبات وجودها كلاعب في المنطقة، هو دخول الأراضي العراقية! والمدهش بالأمر أن الإقليم صامت وكأن الأمر لا يعنيه! وتواجد الأتراك حسب إدعائهم في أحد التصريحات هو لتدريب البيش مركة! وهنالك يتبادر الى الذهن سؤال جوهري منتج، كيف يتواجد الأتراك على أرض محتلة من قبل داعش؟ وكيف يكون حال البيشمركة وهم على أرض بعشيقة، وكيف يكون ذهابهم وإيابهم الى كردستان؟ وماهو موقف داعش من تواجد قوات تركية! هل هم أصدقاء، أو هنالك إتفاق مع الإرهابيين بعدم التعرض لهم! وإذا كان كذلك، هنا يسقط إدعاء تركيا بمحاربتها الإرهاب!؟ ولحد الآن لم تعلق حكومة إقليم كردستان لحد اليوم بتصريح رسمي، من موقفها إزاء التواجد التركي! ولا ننسى أن الإقليم يحمي القطب المعارض للحكومة التركية "بي كي كي" !.
الحكومة الأمريكية التي تتبجح علينا وتريد التدخل بمحاربة الإرهاب، خاصة في محافظة الانبار! بعد الإنتصارات المتلاحقة التي حققها الحشد الشعبي المبارك، وأن تدخلها إنما هو تعطيل تحرير الأنبار، وإسعاف ما تبقى من الإرهابيين لتستعملهم في مكان آخر! سيما أننا لدينا مع الولايات المتحدة الامريكية، إتفاقية أمنية لحماية العراق، بعد قيام بريمر بحل الجيش العراقي! ولم تحرك ساكنا إثر التدخل التركي! وهذا يعتبر إزدواج بالموقف! إضافة لذلك أنها لم تصرح بأي تصريح حول ذلك التواجد، وكأنها متفقة على ذلك وبموافقتها !.
هل نحن بحق الحلقة الاأضعف بالمنطقة! وإبقاء الصراع داخل الأراضي العراقية، لتهديد روسيا لأنها حققت نصر حقيقي بقضائها على أكبر عدد من الإرهابيين ومقراتهم بفعل الضربات الموجعة، وإبقاء الإرهابيين في العراق من قبل أمريكا لضمان بقاءهم، لإبتزاز الحكومات خاصة الحكومة العراقية، التي أثبتت أنها بالفعل تلك الحلقة الأضعف! من خلال سياستها الضعيفة وغير متناسقة مع الموقف، الذي يتطلب حراكا ودبلوماسية واضحة، وإبلاغ الأمم المتحدة في كل الخروقات التي تجري على الساحة العراقية، وأننا نمتلك جيش عقائدي يسير وفق نهج المرجعية وقادر على تحرير الأرض من دنس الإرهاب .
الحكومة العراقية عليها مصارحة شعبها، وبيان حقيقة الإتفاق المبرم مع تركيا، سيما وأنها صرحت بأنها لن تخرج من الأراضي العراقي! كونها وحسب تصريحاتهم ملتزمة بتلك الإتفاقية، ولكن هنالك سؤال؟ إذا كانت تركيا موجودة بالفعل منذ توقيع الإتفاقية، فكيف إستطاع الإرهاب بدخول الموصل وهم متواجدين؟ ولم يكن هنالك مصادمة مع الجماعات الإرهابية طوال الفترة المنصرمة !.
الإقليم اليوم مُطالب أكثر من ذي قبل، ببيان موقفهم من كل الذي يجري على الساحة، والتصرفات الفردية يجب المحاسبة عليها، خاصة السيد مسعود البارزاني وتحديد صلاحياته، وعلى النواب في المجلس النيابي الضغط على الأعضاء الكرد، وبيان موقفهم صراحة بجلسة علنية، والزامهم بإحترام مشاعر العراقيين، وعدم التعاقد خارج إطار الحكومة المركزية، لأنهم جزء لا يتجزأ من العراق، وميزانيتهم يأخذوها من المركز "بغداد" فإما معنا أو علينا .