ابناء سوريا الاعزاء!

كنا جميعا شهدنا التغيرات العميقة التي ادت الى تفكيك انظمة عملاقة مثل الاتحاد السوفييتي 

وانهيار أنظمة بلدان اوربا الشرقية 

ولست في صدد تفسير ما جرى فقد قيل فيها الكثير......

بداية وقبل أن استعرض اهم ملامح الوضع الحالي للثورة السورية اود ان اسجل باختصار عددا من الملاحظات السريعة

ان التغيرات التي تجري ليست حدثا انجز وانتهى واستكملت مفاعيله وإنما هي ثوره تاريخية وعملية تغير متواصلة .

والوقائع والتناقضات الجديدة التي ولدتها هذه الثوره والتحديات الكبرى التي اطلقتها ، والعقول والإرادات التي حررتها لابد ان تؤسس لتغيرات اخرى تشمل نطاق واسع .المهم كيف يمكن ان نفعل للمساهمة في دفعها في الاتجاه الافضل.

ان قيام الثوره السورية العاصف قد اكد وبعيدا عن العواطف ان شعب هذا البلد لم يكن مرتاح من نظامه وكان يشعر بغربة فيه ولذلك هو لم يدافع عنه وان لم نقل انه رحب بالخلاص منه لقد كان يطمح الى التغير 

لكن هذا الشعب لم يكن يرغب اطلاقا في الوصول . او يتصور انه سيصل الى ما وصل اليه فيتحول اقتصادهم اقتصاد مغتصب من قبل النظام وأتباعه الى اقتصاد اقليات تتحكم برؤوس الاموال او الى دور هامشي تابع ويغرق في البؤس والمجاعة والبطالة والجريمة ويعيش تحت رحمة المافيات او في لهيب النزاعات والمجازر الطائفية من جهة والإقليمية من جهة اخرى

ورغم ان النظام الجديد سيبنى على انقاض نظام القديم سيحمل الخير والطمأنينة والديمقراطية السعادة للشعب السوري ولكن الواقع عكس ذلك |.وأكد انه نظام هيمنة القطب الواحد في ظل مورست وتمارس سياسة انتقائية منافقة سياسة المكايل المزدوجة بل سياسة بطش وانا لدي اكثر من غيري ما يكفي من الادله و الامثله الدامغة على هذه السياسة لقد ادى تحول الثوره الى مزيد من التهميش واستفحال التشرد وتزايدت اشكال التدخل الفظ في شؤوننا 

مما استوجب قيام فئات للدفاع عن الثوره والحفاظ على مسارها النبيل والذي ادى بدوره الى قيام هيئات ومنظمات داعمة للثورة 

لذلك انا ارى طبيعيا ومنطقيا ما جرى ويجري الان من تحول وأعاده توازن في وعي شعبنا والذي عبر عنه بإعطاء الثقة اكثر فأكثر الى تلك الهيئات التي استخلصت العبر مما جرى وأجرت هي ايظا تحولا في وعيها وممارستها وموقفها وفهما......