• الإنسان البدائي

في القديم كان الإنسان البدائي يمتهن حسب قدراته ومهاراته في ان يوفر قوت يومه حطاب ، صياد ، راعي، هو يعمل ليس بحجة أنه وجد شغفه او بحجة انه لايوجد خيار امامه ، هو مقياس أدائه وقدراته ويبحث عن الإنتاجية التي تضمن له البقاء في هذه الحياة،لان عدم إنتاجيته او فشله في تحقيق أهدافه بسبب ضعف في قياس قدراته تعني جوعه ، حياته او مماته ، ، مع تقدم وتطور الحياة اصبح هناك بعُد آخر للمهنة ، لابد من توفرها ، العلم .. لأن من بديهيات هذه الحياة فاقد الشي لايعطيه ، العلم ليست تلك الدورات التي حضرتها أو ورشة العمل التي شاركت بها ، هذا العلم يحتاج الى قضاء الكثير من الوقت في البحث بشكل علمي محدد ، أعوام من القراءة والاستماع ، سنوات من المتابعة الاكاديمية ، ساعات من الاختبارات و الاخفاقات ، حتى لا تكون قادر على العمل بشكل كامل! 

بل بعد كل هذه السنوات والرحلة الشاقة الهدف ان تمتلك اقل قدر من المعرفة في تخصصك لانه لايوجد اي متعلم على ما أعتقد مهما امتلك من الجرأة العلمية أن يعترف بجهازيته للعمل في تخصصه ، لأن العلم رحلته اطول وكل ماتعلمت زدت جهلاً ، بل كل مايتمنى من رحلته الطويلة التي استمرت ٥ سنوات بكل خجل اكاديمي .. أن تساعده هذه العلوم والمهارات التي اكتسبها في رحلته القادمة .. التعلم بالعمل .  

  • الإنسان البديهي 

اليوم القانوني يقضي سنوات من عمره في دراسة القوانين وطرق التحكيم والمرافعات والكثير من العلوم القانونية ومن البديهي يعمل في مهنته .. محامي او مستشار قانوني مهن تحتاج الى هذه المهارات التي اكتسبها، الطبيب يقضي سنواته في دراسة الانسان ومعرفة تفاصيل تكوينه وطرق الاستجابة والتشخيص والكثير من العلوم الطبية وبأقل قدر من الدهاء الجميع يتفق ان نهاية رحلته يعمل في عيادته يساعد مرضاه  

ماذا لو حاول المحامي "وأغلبهم يعرفون عواقبها" اكتشاف شغفهم في العيادة؟ ، هو علم الآن بعد هذه العمر العلمي الذي قضاه ان الشر الذي تمنى محاربته ليس في مرافعات المحاكم ولا وراء القضايا القانونية بل يكمن في جوف الانسان ، تلك البكتيريا التي تنهش أعضائه والفيروسات التي تهدد حياته ، هو علم الان أن شغفه يكون عبر خروج المرضى بصحتهم بعد رعايتهم  وليست بخروج موكله من القضبان  

انا وانت والقانون والوزارات واللجان والمنظمات الحقوقية والجمعيات الخيرية وحتى الانسان البدائي يعلم أنها جريمة وظلم للمرضى وغير ممكن حدوث مثل هذا لأن مثل هذا القرار يعني زيادة في الأخطاء الطبية واحتمالية ذهاب الكثير من الأرواح ، لكن .. أن يعود المحامي ادراجه لقاعات الدراسة ويبداء شغفه بالتعلم في رحلة جديدة ثم بكل حب حينها نرحب به بعد سنوات ليست قليلة 

رسمياً اهلاً بالمحامي الدكتور / شغف

  • الإدارة البدائية ! 

 هذه المعايير التي تتقدم بها الأمم أن يكون "الشخص المناسب في المكان المناسب" ،لكن ما لا افهمه ان يترك الطبيب ،،الممرض ،،اخصائي الاشعة .. الخ التخصصات الصحية المعقدة ، لينهض بالعمل الإداري ! 

رؤيته التي كانت في انقاذ الارواح بوصف العلاج الفعال أصبحت في صياغة الاستراتيجيات !

 ذاك الذي يجيد قياس مؤشرات الحرارة و الضغط وتخطيط القلب لمساعدة الارواح ، أصبحت ثقة زائدة زائفة في قياس ومتابعة مؤشرات الاداء ،!

تخيل عزيزي القارئ دراستك في ادارة المخاطر الصحية وصياغة السياسات والاستراتيجيات وقياس الاداء وادارة المصادر والموارد والجودة الصحية يعمل محلها من افنى عمره في دراسة الإنسان وتفاصيل أعضائه وتشخيصة وجميع تلك المهارات الصحية التي تكون من أنبل المهن في هذا الكوكب وعبر العصور وأمنية كل طفل ببراءته عندما يسأل المعلم ماذا تريد ان تصبح اذا كبرت؟ 

  • الإدارة البديهية

 مرحبا برأيه "الصحي" في المشاركة ولن تستطيع المنظمة تجاهل قيمة هذا الرأي لكن لا يمكن "للإدارة الصحية" أن تكون ملاذ للهاربين من تخصصاتهم و تسمح بهدر قيمة الكادر الصحي لأن قبوله في هذه المهمة او السعي خلفها تعني بداية فشله الإداري لعدم تقييمه الحقيقي لمهاراته وهدر صريح لسنوات تعليمه الذي نكون فيه اليوم بأشد الحاجة بسبب نقص الكادر الصحي السعودي في مستشفياتنا  

أتمنى من المؤسسات والمستشفيات وأصحاب القرار النظر "لبديهيات القرارات حتى لا نكون بدائيين المنطلقات"

وان نعمل لحماية المهن قانونياً حتى نعيش صحياً بنمو مستمر في منظماتنا  .. ختاماً .. فاقد "التخصص" لن يعطيه .