بدأت اللعبة عليك أن تكملها حتى النهاية فالانسحاب في المنتصف جبن، و وصمة عار ترافقك حتى نهاية العمر. إن الدخول في مضمار الحياة يتطلب منك المرور بعدة تجارب و خبرات و اكثرها تتوج بخيبة فهي دافعك الاساسي للدخول بجميع اوراقك فاما أن تدخل التاريخ و تخلد بطلا و إما أن تنهزم و تصبح بلا قيمة. لا زال الغموض يحيط بكلماتي سأكون واضحا بعض الشيء، ينقسم الاشخاص في نظرتهم للحياة إلى طرفان متوازيان فالطرف الاول ينظر للحياة أنها جو روتيني يتكرر كل يوم المهم بالنسبة اليه هو ان يتحصل على وظيفة تضمن له حياة مستقرة و هذه هي الفئة الغالبة على المجتمع أما الطرف الثاني فالحياة بالنسبة اليه هي مغامرة تنتهي بانتهاء العمر فهو يسعى دائما نحو تحقيق الافضل. الحياة مغامرة و المغامرة رهان و الرهان يحتاج إلى قوة و القوة هي العقل، أغلبية المغامرين في هذا العالم دخلوا سباق الثروة و المغامرة حين تساوت في نظرهم خيارات الحياة و الموت عندما اصبح وجودهم كعدمه، حين قهرتهم الحياة فتجردوا من ثوب التبعية و الانقياد و غيروا كل ما يحيط بهم.

العالم يشبه رقعة الشطرنج من حيث تفاصيله فلك الخيار بين أن تكون بيدق من خشب مقيد الحركة و مأمور أو أن تكون وزيرا من ذهب متحررا و آمرا. الضعيف لا يستطيع أن يفرض رأيه على أحد و لو كان على صواب أما القوي فيفرض رأيه على الجميع ولو كان مخطئا. العقل هو الوحيد القادر على إبراز قيمتك وسط هذا العالم فالعقل يصنع الثروة أما الثروة لا تصنع عقل. كلما تقدمت للأمام و نجحت و ازددت تقدما ستزداد عليك الضغوطات و الاتهامات إما من منافسيك و إما من جمهور المثبطين الذين سخروا أعمارهم للنقد الهدام. العقل يبنى باختلاطه مع العقول و الاستفادة من تجارب المثقفين فالعقل السليم لا يرفض أي فكرة بل يدرسها بالطريقة التي يشاء، فهو أدرى بمصلحته من الجميع.

إصنع عقلا تصنع ثروة فالنصر حليف المتحضرين. الحياة لعبة شطرنج في النهاية من سيكون البطل... طبعا أنا.