استطاع الصهاينة وبمباركة المجتمع الدولي وبعد ثلاثة عقود من الوعد المشئوم ان يقيموا دولتهم العنصرية على اجزاء من تراب فلسطين,صاحب ذلك تهجير مئات الالاف من الفلسطينيين الى دول الجوار,ليظلوا وللأسف لاجئين تحت ظروف معيشية سيئة,تتصدق عليهم الامم المتحدة بالفتات,بينما قام كيان العدو باستجلاب الصهاينة من مختلف اصقاع المعمورة ليملئوا الفراغ وينعموا بالعيش في الوطن الموعود.
الشعب الفلسطيني وقواه الحية استطاع ان ينظم صفوفه ضمن فصائل فلسطينية انتهجت الكفاح المسلح لتحرير الارض,ومع مرور الوقت وبتخاذل الحكام العرب وتضييقهم الخناق على القوى المقاومة ,تم تدجين المقاومة وإدخالها اللعبة السياسة,القت البندقية ورفعت غصن الزيتون, اعترفت بكيان العدو وفق قرار التقسيم على امل ان تحظى بالاعتراف الدولي كممثل للشعب الفلسطيني وإقامة دولة ضمن الحدود المعترف بها,تعانق ابو عمار مع قادة الاحتلال وقال بأنه يسعى الى اقامة سلام بين الفلسطينيين والصهاينة اسماه سلام الشجعان.
ذهب (ابو عمار)بعيدا للارتماء في احضان العدو,ابرم اتفاقية اوسلو التي لم يحضرها اي من الاطراف الدولية,ما اعتبرت تفاهم بين ميليشيات ارهابية لا تلزم المجتمع الدولي بمخرجاتها التي تنم عن مدى التفريط في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني,من اجل الوعد بقيام كيان متقطع الاوصال يصعب من خلاله قيام الدولة المنشودة,وإسقاط حق العودة للمهجرين.
رجع ابي عمار الى فلسطين الحلم الذي راوده,ليقبع في رام الله التي ارادها عاصمة لكيانه الوهمي ولتضيق سلطات الاحتلال عليه الخناق,فأصبح اسيرا لديها,قطعت عنه الماء والكهرباء والغذاء,اصيب بمرض عضال(؟؟!!),غادر المحمية لأجل التداوي,لكنه عاد في صندوق ليدفن في المقاطعة.
اقامت السلطة الفلسطينية لنفسها (هيلمانا)رئيس دولة,رئيس حكومة وزراء,مؤسسات مجتمع مدني اما عن التمويل فهو ما يجود به المجتمع الدولي من فتات لاسكات الشعب الفلسطيني ,ولتستمر عجلة بناء المستوطنات بالضفة على وتيرة متسرعة وقضم آلاف الدونمات من الاراضي والطرق الالتفافية,ما يصعب معه قيام الدولتين.
كيان العدو وبمباركة الادارة الامريكية اعلن عزمه ضم اجزاء من الضفة بعد ان ضم القدس الشرقية (ضيق الخناق على متساكنيها عبر مصادرة الاراضي)التي تتشدق السلطة بأنها ستكون عاصمة لدولتها ولتكون القدس الموحدة عاصمة لكيان العدو.
لم يعد امام السلطة بعد كل التنازلات التي اقدمت عليها لصالح العدو القيام بأي دور يعيد الى الفلسطينيين ثقتهم في سلطتهم,والحديث عن ان السلطة ستكون في حلٍّ من تعهداتها مع العدو ما هو إلا ذر للرماد في العيون واعتراف صريح بفداحة ما اقدمت عليه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني الذي فوضها امره,ان الاموال التي تتلقاها ماهي إلا مكافأة لها على قيامها بدور الحراسة لكيان العدو خلال الاعوام الماضية,انها وببساطة تحرس شعب الله المختار,بينما تتبرأ من اعمال الفلسطينيين الذين يقومون بالوسائل البدائية بمهاجمة جنود الاحتلال لأنهم سئموا العيش تحت كيان الاحتلال وسلطة فلسطينية متواطئة.
تبا لهكذا حكام تاجروا بقضية شعبهم واثروا بواسطتها فأصبحوا من اصحاب البلايين,لو يملكون ذرة من الحياء فعليهم الاستقالة والاعتراف بما ارتكبوه في حق الشعب الفلسطيني وان حلم الدولة المنشودة اصبح من الماضي,ربما وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية سيكفل لها التعايش مع الاخر ضمن دولة علمانية يكون الاقرب الى التحقيق ان ارتضى الصهاينة واعوانهم ذلك.