داعش بين الإحتظار وقطرات أردوغان !...

رحيم الخالدي

سلسلة من السيناريوهات يمر بها الشرق الأوسط والخليج، وخوف دول الخليج من إيران ليس قولهم بل يتم تلقينهم من قبل أسيادهم وهي التي أجبرت أمريكا بالتوقيع بعد عناء طويل ونفاذ الصبر، نَمُرُ من خلال هذه التقلبات بأيام عصيبة جعلت منّا العوبة السياسة الأمريكية!.

الإنتصارات المتحققة على يد الأبطال من الحشد الشعبي، هذه القوة التي صدمت العالم بأسره، فقد قلبت كل الموازين، وبعد الضربات الروسية وإنحسار داعش أدّتْ بأمريكا تغيير كل خططها السابقة والعمل بالخطة البديلة التي بدأت خطواتها الأولى بدخول الجيش التركي للأراضي العراقية !.

تغيير خطط اللعب من التفرج الى المشاركة في حربنا الدائرة مع الإرهاب يثير الإستغراب أكثر من ذي قبل فهذه أمريكا التي كانت تتفرج بالأمس على دخول داعش للموصل اليوم تريد القضاء عليهم! بل تُصِرُ على المشاركة الفعلية في معارك الأنبار! وتواجدهم في قاعدة الأسد إصراراً منهم، وتريد منّا أن نصدقهم بأنهم فعلا يريدون القضاء على الإرهاب، وهم الذين صنعوه بأيديهم وصرفوا عليه الأموال الطائلة، بمشاركة تركيا المعبر الرئيسي للإرهابيين، وتتبجح أمريكا بأنها تحارب الإرهاب وتضربهم بطلعات جوية معلنة للإعلام، وبالطبع هنالك فرق كبير بين الضربات الروسية عن الأمريكية، وما كشفت عنه روسيا بوسائل الإعلام، وكيف كانت داعش تُهَرِبْ النفط لتركيا! والتصوير الجوي بالضربات لتلك الشاحنات، التي تحمل النفط السوري والعراقي، أثار حفيظة أردوغان وجعلت منه أُضحوكة للعالم، وإتهام إبنهُ بالمتاجرة به! فقامت تركيا بأمر من أمريكا بالتحرش بروسيا بضرب الطائرة الروسية، لتغيير أنظار الرأي العام عن الفضيحة، ولأنه لو لا وجود الناتو على أرضه وإستنادهُ عليها، لما تجرأ على تلك الضربة، وهو الذي هدد إسرائيل بالأمس القريب! حول الإعتداء الإسرائيلي على الباخرة مرمرة التركية، وبما اسرائيل لم تعره ايّ اهمية فقد وصل به الأمر حد التوسل في سبيل حفظ ماء وجه، وأراد إعتذار منهم  لكنه لم يحصل عليه، وهنا ذهبت تهديداته أدراج الرياح، نستشف من ذلك أنه غير مهيأ للحرب وإنه جبان، ولا يمكنه الحصول على مساعدة الناتو وأمريكا في حرب مع إسرائيل.

بعد خسارته الكبيرة وفضائحه التي  تلاحقه في سوريا، والكشف عن كيفية إدخال المسلحين الإرهابيين الى سوريا، وخسارته الكبيرة بعد الضربات الجوية، وإنقطاع النفط المسروق والحصار الروسي، فكر في طريقة جديدة لإدخال نفسه شريك بحجة الحرب على الإرهاب، ليستفاد بعد الإفلاس لأنه معتاد على تجارة الحرب .

الرد الحكومي الدبلوماسي العراقي لم يكن بمستوى طموح الجماهير، والظاهر أن الحكومة لا يعنيها الأمر! وإلا تركيا وطوال الفترة السابقة هي التي تشتري النفط المسروق، والحكومة العراقية على علم بذلك، وتصدره لصالحها طول الفترة الماضية مع الصمت العراقي، من غير تقديم مذكرة للأمم المتحدة ومسائلة تركيا، عن مساعدتها الإرهاب بالسرقة لضمان بقائها والسلاح والتموين يأتيها بنفس الطريق الذي يذهب به النفط !.

اليوم ومن خلال التحليل ثبت أن تركيا هي الحاضنة للإرهاب في الشرق الأوسط، والتدريب يتم على أراضيها إضافة للدعم اللوجستي وغيرها من الأمور العسكرية يتم عبرها، وبما أنها أفلست من روسيا والنفط العراقي، المصدر عبر الطريق الحكومي متوقف أو يكاد يكون قليل، مع إنحسار الشاحنات التي تنقل النفط الذي تسرقه العصابات الإرهابية، إثر الضربات الجوية الروسية أصبحت خارج نطاق التغطية، وهذا جعلها تخسر الكثير من الموارد سواء المالية أو العينية عدا الأمريكية والإسرائيلية، فأنها لا تغطي الإستفادة كما كانت .

داعش تحتضر، والمنطقة الكبيرة التي كانت تحتلها تقلصت، والموارد قد شحت! ومعظم المقاتلين قد هربوا بفعل الضربات الموجعة، سواء من الجانب الروسي في الأراضي السورية، أو الضربات الجوية العراقية والهجومات التي يشنها ابطال الحشد الشعبي مع القوات الامنية، في الأراضي العراقية وتحرر المساحات تلو الأخرى، فأن مصير داعش في العراق بات اليوم منتهياً وتركيا تعالج تلك الجماعات بشيء بسيط، وتدخلها اليوم لعلها تُبقي على القادة الكبار من الإرهابيين وتحميهم من النيران العراقية .