كلنا يتمنى ملك سليمان عليه السلام  ، كلنا يتمنى ذلك بشدة ويلح في دعائه ذلك ، فهل نستحق حقا ملك سليمان أو بمعنى آخر هل نحن حقا سليمان ليكون لنا ملك سليمان ؟
لكن ماذا لو رزقنا الله ملك سليمان عليه السلام وعلمنا منطق الطير و وهبنا عرشا  وجيوشا مؤلفة من جن و إنس و من مختلف ما خلق سبحانه عز وجل من ما نعلم ومن ما لا نعلم ورزقنا الحكمة والحكم وما ذلك على الله بعظيم ، لكن قبل هذا كله أو بعد هذا كله هل نحن حقا سليمان ؟ هل نحن قادرون حقا على التنبه لغياب هدهد صغير من بين آلاف الطير وآلاف الجن والإنس كما فعل سليمان عليه السلام عندما جلس في مجلس القضاء فنظر في ما حضر من من سخر له الله تعالى فقال سليمان في محكم التنزيل : { مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ } [النمل: 20] هل سنلاحظ نحن غياب الهدهد ونحن لم نلاحظ غياب العشرات من النواب في مجلس النواب !
سليمان عليه السلام يوقف جيشه وأي جيش أوقفه ، هذا المؤلف من الملايين من الجن والإنس ومختلف مما خلق الله تعالى من أجل ماذا ! من أجل نملة صغيرة لكي لا يحطمها كما ذكر في القرآن الكريم : { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِالنَّمْل قَالَتْ نَمْلَة يَا أَيّهَا النَّمْل اُدْخُلُوا مَسَاكِنكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَان وَجُنُوده وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }.  فتبسم سليمان عليه السلام وشكر ربه على نعمه ، فعدم قتل النملة هو نعمة في نظر سليمان : { فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه} .قال الشعراوي رحمه الله عن حسن ظن النملة وعدل سليمان : والمعنى: " وهذا من عدالة حكمها ومعرفتها بسليمان، وأنه ليس جباراً ولا عاتياً. إذن: فالنملة رأتْ عن بُعْد، ونطقتْ عن حق، وحكمتْ بعدل، لهذا كله تبسَّم سليمان ضاحكاً.وواضح في هذا القول ما تتميز به مملكة النمل من نظام يعرف فيه كُلٌّ مهمته، ويؤديها على أكمل وجه، فهذه النملة لا بُدَّ أنها كانت تقوم بمهمة الحراسة وتقف في الدَّرَك، ترقب الجو من حولها، وكأنها جندي الدورية اليقظ."

هل بإمكننا ايقاف صاروخ من أجل طفلة صغيرة أو من أجل شيخ هرم أو عجوز طاعن في السن ! يقال أن في السبعينات تعرض رئيس عربي ما لمحاولة  إغتيال في قرية كان في زيارة بروتوكولية لها ، هل تدرون ما كانت ردة فعله ! لقد أحرق القرية عن آخرها دون رحمة و دون أي نظرة صغيرة للأطفال ولا للعجائز ولا للحيوانات !
يقول الدكتور مصطفى محمود :"لكي تكون لك إمرأة كخديجة رضي الله عنها يجب أن تكون رجلا كمحمد صلى الله عليه وسلم ". العملية عميلة تشبه كثيرا أن تغرس الورد لتجني الورد ، فبصفاء النفوس و تهذيبها تأتي العطايا ، فحتى يكون لك ملك سليمان يجب أن تتنبه لغياب هدهد صغير ، وتسمع إستغاثة نملة .