هل فكرت يوماً أن تكون مؤثراً ومدرباً فعالاً لأبنك وتدربه على الصدقة والوضوء والصلاة وصلة الأرحام واحترام كبار السن والصيام وغيرها من العبادات التي تستمر معه طوال حياته؟

هل قمت بتحفيظه سورة الفاتحة وقصار السور لتعينه في صلاته مدى حياته وتكون أول هذه الغراس من صنع يداك؟

بادر بتحفيظ ابنك سورة الفاتحة وقصار السور، دربه على الوضوء والصلاة والصيام والصدقة وإطعام الطعام وحفظ النعمة وغيرها من الأعمال الصالحة، وعلمه أن هذه الأفعال يحبها الله عز وجل وأن الله تعالى يحُب من يعمل هذه الأعمال الصالحة؛ لتغرس فيه هذه القيم الإيمانية.

حفز ابنك على الصيام فإنه يبدأ تدريجياً مع الطفل بالتعود لتصبح له عادة في هذا الشهر وفي كل مرة تقوم الأسرة بالصيام تطوعاً كان أو قضاء شيء من رمضان.

بالتدرب والتعود تصبح عادة وسلوك يلازم الطفل منذ صغره، فقد ثبت في الأثر أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يأمرون أولادهم بالصوم لما أُمروا به، وإذا قال أحدهم أريد الطعام، يعطوه لعبة من العهن (لعبة من الصوف المصبوغ) ليتسلى بها حتى تغرب الشمس؛ ليعتادوا على الصيام.

وجميعنا يعلم أن من شروط الصيام بلوغ الصبي الحُلٌمَ، كما قال عليه الصلاة والسلام: (رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ) صححه الألباني.

ونحن نريد تعويد الطفل على الصيام ليصبح عادة وسلوك، ومن الوسائل المعينة على ذلك تحفيزه ولو لعدد من الساعات في نهار رمضان، ثم تشجيعه لصبره على تلك الساعات القصار، ولا ضير من إعطائه شربةً من ماء أو شيء من الطعام، ثم تشجعه على استكمال صيامه لحين الإفطار، وقم بمكافئته على ذلك، ثم حاول أن تزيد من عدد ساعات صيامه ليتعود تدريجياً.

كل ما فتَر ابنك من الصيام حاول أن تشغله بشيء مفيد أو دعه يلعب قليلاً لينسى تعبه وفتوره.

لا تنسى تشجيعه والثناء عليه عند الإفطار حتى لو صام لساعات قصار ولو أدخل شيء من الطعام والشراب في جوفه خلال اليوم فأنت تدربه وتحفزه وتشجعه على الصيام.

بهذه المبادرات تكون غرست في ابنك محبة الله تعالى وزرعتَ فيه الأعمال التي تقربه من الله عز وجل ومنها الصيام فقد عودته على ذلك شيئاً فشيئا.