عمل والده بالحلال "بغزل الصوف" فأكل الغزالي الحلال وكانت وصية والده طلب العلم فطلب العلم وقال: "طلبنا العلم لغير الله فأبى ان يكون إلا لله "
كتاب " مكاشفة القلوب" هو مختصر كتاب "مكاشفة القلوب الأكبر" للإمام أبي حامد محمد الغزالي –رحمه الله- والذي يتضمن مائة وأحد عشر باباً في الأخلاق والسلوك وأحوال الدنيا والآخرة وغيرها, مستنداً على نصوص من الكتاب والسنة.
في الغفلة
يقول : " الغفلة تزيد الحسرة الغفلة تزيل النعمة وتحجب عن الخدمة الغفلة تزيد الحسد الغفلة تزيد الملامة والندامة".
من الاشياء التي تجعلنا في غفلة بعد المال والولد والزوج من امور الدنيا الكثير ومن الامور المعاصرة والمستحدثة أكثر مثل الانترنت, ووسائل التواصل الاجتماعي فهي كبحر بلا مرسى لانهاية هناك الا ان تكون قوي الارادة ومنتبه.
قصة
رأى رجلاً من الصالحين والده في منامه فقال يا أبت كيف أنت وكيف حالك فقال له يا ولدي عشنا في الدنيا غافلين ومتنا غافلين.
في التوبة
يقول: " التوبة واجبة على كل مسلم ومسلمة قال الله تعالى: " توبوا الى الله توبة نصوحاً". وقال صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
قصة
مر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- من سكك المدينة فاستقبله شاب وهو حامل قارورة تحت ثيابه فقال عمر أيها الشاب ما الذي تحمل تحت ثيابك وكان فيها خمر فخجل الشاب أن يقول خمراً وقال في سره إلهي لا تخجلني عند عمر ولا تفضحني واسترني عنده فلا أشرب الخمر ابداً ثم قال يا امير المؤمنين الذي أحمل هو خل فقال أرني حتى أراها فكشفها بين يديه فرآها عمر صارت خلاً.. يعقب الغزالي على ذلك بقوله: " فانظر الى مخلوق تاب من خوف مخلوق فبدل الله سبحانه وتعالى خمره بالخل لما علم منه إخلاص التوبة فلو تاب العاصي المفلس عن الأعمال الفاسدة توبة نصوحاً وندم على ذنبه بدل الله سبحانه وتعالى خمر سيئاته بِخَلِّ الطاعة".
في فضل ذكر الله تعالى
يقول : " يروى أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشى الا ذاكر الله عز وجل. وقال معاذ بن جبل – رضي الله عنه- ليس يتحسر أهل الجنة على شيء الا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله عز وجل الا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده".
قال تعالى : " فاذكروني اذكركم". وقال تعالى : " اذكروا الله ذكراً كثيراً".
في عداوة الشيطان
يقول: " اعلم أن مثال القلب مثال حصن والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن فيملكه ويستولي عليه ولا يقدر على حفظ الحصن من العدو الا بحراسة ابواب الحصن ومداخله ومواضع ثلمه ولا يقدر على حراسة ابوابه من لا يدريها فحماية القلب عن وسواس الشيطان واجب وهو فر عين على كل مكلف... ".
من مداخل الشيطان الغضب, والعجلة وترك التثبت في الأمور, والشهوة والحرص, والشبع الذي يقوي الشهوات وهي اسلحة الشيطان .. ايضاً التعصب للمذاهب والأهواء والحقد على الخصوم والنظر لهم بعين الاحتقار ..
في فضل رمضان المعظم
يقول: " وقيل ما من أمه الا وفرض عليهم صيام رمضان الا أنهم ضلوا عنه. قال البغوي والصحيح أن رمضان اسم للشهر من الرمضاء وهي الحجارة المحماة لأنهم كانوا يصومون في الحر الشديد لأن العرب لما ارادت ان تضع اسماء الشهور وافق ان الشهر المذكور كان في شدة الحر. وقيل سمي بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها ".
قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم".
ومن مميزات هذا الشهر:
تفتح فيه ابواب الجنان كلها من أول ليلة.
فيه ليلة القدر خير من ألف شهر.
من تقرب بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة كمن ادى سبعين فريضة فيما سواه.
شهر يزداد فيه رزق المؤمن.
من فطر فيه صائما كان له عتق رقبه ومغفرة لذنوبه.
شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
من خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النار.
واخيراً الامام الغزالي يقول : " أنوار العلوم لم تحجب من القلوب لبخل ومنع من جهة المنعم تعالى عن ذلك, بل لخبث وكدورة وشغل من جهة القلوب فإنها كالأواني ما دامت مملؤة بالماء لا يدخلها الهوا والقلب المشغول بغير الله لا تدخله المعرفة بجلاله". والغزالي بعدما عمل في التدريس لفترة زمنية قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة فترة من الزمن فكانت تجربته الروحية واشهر مؤلفاته "احياء علوم الدين" وكذلك الكثير من العلماء عاش فترات من العزلة لظرف ولسبب ما فخرجوا لنا بإضافة. ونحن حالياً نمر بأزمة "كورونا" وفترة حجر قد تكون سبب في يقظتنا وزيادة وعينا وجلاء لقلوبنا.
