"الحرية الفردية أداة تخدير كبرى لإغفال الحرية ! "
هكذا قال علي شريعتي واصفا الحرية الفردية التي تخدر الحرية ككل وتصيبها بشلل ، فماذا لو نظرنا في القرآن أو في الواقع عن ما يدل على صحة قول شريعتي.
تضاربت الأنباء والروايات حول إسم إمرأة لوط عليه السلام فهناك من قال سميت "والهة" و آخرون قالوا "والعة " وبين هذا هذا وهذا الثابت والراسخ هو فعلها وليس إسمها ، فهي لما رأت الملائكة عند لوط عليه السلام أعجبها حسنهم و سولت لها نفسها أن تخبر القوم عنهم ليراودوا لوطا عليهم  !
لتكون بهذا الفعل قد حجزت لها مقعدا مع قومها في العذاب الذي سلطه الله تعالى عليهم. وهذا الفعل ما نجده في مجتمعنا الذي أطلق على نفسه لفظ "متحضر" لمجرد أنه صفق للفاحشة ، ولمجرد أنه شجع المثلية الجنسية بطريقة أو بأخرى ، فأين نحن من أمة تدعوا للخير وتنهى عن المنكر وإن كان بأضعف عضو "اللسان".  فليعلم كل من تسول نفسه في تقبل الفاحشة والتصفيق لها وعدم ردعها ،أن حال الأمة بين أمرين ، بين نهي وبين أمر . فإن إنقطعا الفعلان كانت الأمة في قطيعة مع الله. تخيل لو يراك إبنك في مقابلة تلفزيونية سئلت فيها عن المثلية الجنسية ! فأجبت بأنك تتقبلها وتحترم من يقوم بها ... ماذا سيكون رد فعل إبنك أو بالأحرى ماذا سيكون رد فعلك لو طلع إبنك مثلي !
الحرية الفردية لا أقصيها ولا أعليها لكننا نبقى نحن البشر نعيش في مجتمع وجماعة ، فنحن كفرد لا نملك قوقعة الحلزون لنمارس فيها ما نريد دو أن نؤثر بذلك على المجتمع الذي حولنا.
إن الأمة لا تتحضر بالتخلي عن دينها وإنما تتفوق بنصرة قوامها ، و تكييف حرية الفرد فيها  ليصبح منسجما مع جماعتها .
التحرر لا يعني التفكك من القيود بقدر ما يعني الانسجام معها ، فالحرية حقا هي ممارسة الحرية في مساحة لا تتعدى قوام الأمة ولا تخل بها. فالعمى شيء غالب ، أما التعامي فهو أمر أسوأ من العمى . فهناك من أعطاه الله تعالى عين حق لينظر من خلالها للحق ، وهناك من بدل خلقتها وتعامى عن مقصدها وأظل رسالتها ليغرق في مستنقعات الباطل  !