حياة الآخرين ملك لهم ولا يحق لأي احد ان يتدخل في أمور لا تعنية من قريب او من بعيد فلكل منا حياته الخاصة التي لا يريد لا احد كائن من كان ان يقتحم حياتهم ويتجاوز خطوطهم الحمراء التي وضعوها لحياتهم

ولكن للاسف الشديد هناك أناس لا هم لهم الا التحدث عن الآخرين وعن حياتهم ومستقبلهم وظروفهم وربما تجاوز الامر الحد فيتدخلون حتى فيما يلبسون وما يأكلون وغيرها الكثير من التدخلات في حياة الناس دون حياء

حياة الناس الخاصة خط احمر يجب ان نقف عنده ولا نتجاوزه مهما كانت المسببات والحجج التي نسوقها لنبرر تدخلنا في حياة هذا او تلك

هناك أناس معنا ويعيشون بيننا في كل زمان ومكان لا يرتاحون ولا يهدأ لهم بال الا اذا اقحم نفسه وحشر أنفه في كل ما لا يعنيه فتجده دائما الانشغال بعيوب الآخرين وهذا مافيه خير وتلك ما هي متربية وهؤلاء فيهم وفيهم

يشغل نفسه ويرهق عقله في التفكير وتحليل كل صغيرة وكبيرة عن حياة غيرهم أهملوا حياتهم وتناسوا عيوبهم وتركوا مشاكلهم وتفرغوا لتعرية البيوت واظهار عوراتها

وحتى عندما تعتقد ان هناك أشخاص اهلا للثقة وتبوح له بعضا من اسرارك تكتشف عند حدوث خلاف او اختلاف ان هذة الأسرار أصبحت مشاعا للجميع فلا يخلي شيء من تلك الأسرار الا باح بها حينها سوف تسقط الاقنعة وتزول الثقة من القلوب ويستقر الحقد والضغينة في العقول وتبقى ذكرى مؤلمة جدا في ثقة لم تكن في محلها

احتفظ ب اسرارك لنفسك فإذا ضاقت بها جوانحك فاعلم ان قلوب الآخرين سوف تكون لها أضيق ولن تتحمل حملها او كتمها حتى تبوح بها ثم تعض أصابع الندم

أوصيكم ونفسي بترك الخلق للخالق وعدم الدخول في نياتهم او حياتهم الخاصة وخصوصا بين الزوجين فتدخل فيها خطير وأمر انا اعتبره جلل فإذا اختلف الزوجين دعوهما فهما ادرى بمشكلهما واعرف بطريقة حلها دون وصاية من احد حتى ولو كان اقرب قريب لهما فالمشاكل الزوجية امر طبيعي ولا يحتمل دخول أطراف اخرى في هذة المشاكل الا بالنصح والمشورة ومحاولة تقريب القلوب ولكن للاسف الشديد ما الحظه الان من البعض هو التدخل لمصلحة طرفا على اخر بل ربما تجاوز الامر الى نفور الزوجة من زوجها او نفور الزوج من زوجته بسبب تدخلا أهوج يدعي ان يريد الخير وهو والله منبع الشر

انا لا أميل لا تدخل اي طرف في حياة الزوجين فقد تتدخل بطريقة خاطئة فيحدث بينهما طلاق او افتراق فتندم طوال حياتك على تدخلك وتسببك في تشتيت أسرة وتفريق راسين جمعا بالحلال وربما احبا بعضهما فكنت سببا في تفرقهما ولا يهم النية هنا سواء كانت حسنة او غير ذلك

انشغل بنفسك وأهل بيتك واترك بيوت الاخرين فالبيوت اسرار واذا تدخل اخرين أصبحت بيوتنا مكشوفة و أسرارنا معروفة وخصوصياتنا مسلوبة

كتبه : عبدالله الخزمري