خاص - عيسى محارب العجارمه - وداعا سيدتي المظلومة المكلومة، سمو الأميرة بديعة وريثة العروش، التي انتقلت بالأمس القريب إلى جوار ربها، راضية مرضية، بعد عمر ناهز قرابة المائة عام ونيف، في المنفى الاختياري بسويسرا على ما اعتقد، بعيدا عن وطنها الأم العراق.

معزيا إبنها سيادة الشريف علي بن الحسين، رئيس الحركة الدستورية الملكية في العراق الشقيق، وكل الأشقاء العراقيين ممن أحبوا ولا زالوا الحكم الملكي الهاشمي للعراق، حتى زوال الربيع الجميل والذي دام زهاء 30 عاما، تم فيها بناء الدولة العراقية ومؤسساتها الدستورية والحكومية، قبل أن يغدر بهم الغادرون بمذبحة عام 1958، على يد زمرة الشر، عبدالكريم قاسم، وعبدالسلام عارف واتباعهم، فلم تقم للعراق قائمة منذ ذاك الانقلاب الدموي، المغمس بدماء العائلة الكريمة، ومن ضمنهم ملك العراق الشاب، الشهيد فيصل الثاني، واخيها الوصي على العرش الأمير عبدالاله، ورئيس الوزراء نوري السعيد رحمهم الله جميعآ.

لتنجو سموها وبعلها بمعجزة، وتعيش رعب الذكريات حتى الممات، غادرتنا سموها مكسورة الجناح، مهيضة الخاطر، كزينب عليها السلام، وهي تساق للسبي مع حرائر ال البيت من كربلاء إلى يزيد طاغية الشام، واذكر لقاءات قناة الشرقية معها قبل عشر سنوات ويزيد على ثلاث حلقات حملت عنوان وريثة العروش.

كانت اللقاءات مع الاستاذ سعد البزاز، تفيض بالأحزان الهاشمية السرمدية، وحال عترة المصطفى مع الناس، قديما وحديثا، بمتوالية الظلم التاريخي الممتد منذ مذبحة كربلاء المقدسة وحتى الغمز واللمز من الثورة العربية الكبرى ورموزها الاشراف ، وحتى رحيلها المؤلم في الغربة.

شرحت فيها سموها أبعاد المجزرة البشعة، وهي مسجلة عبر موقع اليوتيوب الشهير، لمن أراد مزيد فائدة، حول حكم الهاشميين للعراق جعلت روحي لهم فداء.

ولعل من حسن الطالع، أن اتابع حدثين سياسين منفصلين قبل أيام قلائل على غياب الأميرة الجليلة، الأول اتصال جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء العراقي المكلف السيد مصطفى الكاظمي، وتأكيد جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، الوقوف مع العراق الشقيق في هذه الظروف الصعبة، خصوصا بالتصدي لجائحة كورونا أو فلول داعش التي عادت تعيث إرهابا وتفجيرا في القطر الشقيق.

والحدث الثاني حديث سيادة الشريف علي بن الحسين، لقناة العراقيه وحديثه الشائق، محللا للوضع العراقي وضراوة التدخلات الخارجية الإيرانية والأمريكية فيه على حد سواء، ورؤيته لتركيبة الحكومة العراقية الجديدة وتفاؤله بها وهو يصف نفسه كسياسي عراقي مستقل، وأنه ينظر للإصلاح السياسي كحل اجدى حالياً من المطالبة بعودة الملكية الدستورية لحكم العراق، والتي هي من وجهة نظري الحل الوحيد للمشاكل التي يعاني منها القطر العراقي الشقيق، مكررا لسيادته والعائلة الهاشمية جميعاً أحر العزاء بوريثة العروش سمو الأميرة بديعة رحمها الله واسكنها فسيح جناته.