الشيء المؤكد عندي أنه لن يكون هناك نظام ديموقراطي ليبرالي ((حقيقي)) في ظل القيادة الاسلاماوية الحالية في سوريا؟؟ فليس هناك امكانية فعلية وواقعية لإقامة أي حكم ديموقراطي حقيقي في أي بلد عربي خلال الزمن المنظور خصوصًا في ظل أنظمة الحكم الجمهورية، حتى لو كان على رأس الدولة حزب ليبرالي علماني، فكيف في ظل الاسلاماويين الاصوليين حتى وإن ارتدوا عباءة الديموقراطية بطريقة الاخوان المسلمين!؟؟؟؟ هذا أمر مستبعد جدًا، وأي نظام جمهوري ديموقراطي انتخابي ((حقيقي)) في ظل الظروف الحالية في أي بلد عربي سينتهي إما للفوضى أو للتقسيم أو للديكتاتورية!! فالمشكلة التي تعيق اقامة ديموقراطية ليبرالية حقيقية لا تكمن في نفوس وعقول الاسلاماويين العرب وغير العرب وايديولوجياتهم (الطوباوية) وحسب، بل وكذلك في عقول ونفوس العلمانويين العرب وغير العرب وايديولوجياتهم (الطوباوية)!!، فالمشكلة العميقة، كما اتضح لي - بعد تجربة ما بات يُسمى بثورات الربيع العربي التي استحالت إلى خريف مخيف - تكمن في النخب السياسية والمثقفة في كل الاتجاهات!! فحتى العلمانيين السوريين لو يتولوا السلطة لن يقيموا ديموقراطية ليبرالية تعددية حقيقية في سوريا!! هذه هي المشكلة المزمنة والعميقة التي تحول دون اقامة نظم ديموقراطية ليبرالية تعددية تداولية حقيقية في العالم العربي!! والحل يكمن أولًا في فتح المجال أمام العودة للخطاب العربي الاسلامي العقلاني التجديدي التحرري ((اي الخطاب العقلاني التحرري الليبرالي المنضبط بثوابت وهوية المجتمع )) وبـ(ما هو قطعي الثبوت والدلالة من الاسلام)) لا بالموروث الفقهي والسلفي والاخباري والاصولي، فهذا الخطاب العربي والاسلامي الليبرالي التجديدي المستنير هو ما كان الخطاب السائد في حقبة النهضة الفكرية والادبية العربية إبان حقبة الاحتلال والاستقلال والذي ضاع وسط الصراع بين المشروعات الشمولية المتطرفة ((القومية والاشتراكاوية والاسلاماوية والعلمانوية)) الذي انتهى بسيطرة العسكر على المشهد!!.. فعودة الفكر والخطاب الليبرالي العربي والاسلامي في مواجهة الأصولية والشمولية بكل أشكالها هو ما سيمهد العالم العربي لتوطين وتمكين النظم الديموقراطية الليبرالية الحقيقية بعيدًا عن الأصولية والشمولية والشعبوية.. وبدون العودة لهذا الخط العربي الاسلامي العقلاني التجديدي التنويري (الليبرالي) الذي يجمع ما بين احترام ثوابت ومقدسات الاسلام كدين الاغلبية واحترام ثوابت ومقدسات الاقليات غير المسلمة وبين احترام العقل والعلم والفكر والفلسفة والفن، بدون هذا الخط الفكري والخطاب الليبرالي الرشيد والمتوازن ، لا أتصور أية امكانية لوجود ((ديموقراطية حقيقية)) في عالمنا العربي سواء كان على رأس الدولة اسلاميون أو علمانيون أو وطنيون أو قوميون أو حتى شيوعيين!... وأقصى ما يمكن هو وجود أنظمة ((شبه ديموقراطية)) مستقرة في ظل أنظمة الحكم الملكية البرلمانية كما في المغرب والأردن والكويت، كأفضل الممكن سياسيًا إلى أن تتهيأ الظروف الموضوعية العامة بوجود نخب سياسية ومثقفة وطنية ((ليبرالية)) جادة ومستنيرة وراشدة التي ستكون الأساس الصلب لبناء أنظمة ديموقراطية عليه!... وهذا هو الطريق نحو الديموقراطية الراشدة و..... المستدامة!.... هذا رأيي فما رأيكم أنتم ؟؟
أخوكم المحب

[email protected]

https://www.facebook.com/salimragi