من الاخطاء الفادحة التي وقع العراقيون فيها ؛ انهم يناقشون الامور عند خواتيمها , ويسلطون الاضواء على النتائج المترتبة على المشاكل , لذا تراهم لا يبحثون عن اس المشكلة , وجذر الازمة , ولب الصراع , ومقدمات الامور , واسباب التحركات ؛ وبالتالي يقعون في دوامة الاخطاء السابقة وتعاد التجارب التاريخية المؤلمة بحقهم مرة بعد اخرى .
وعليه لابد من تقديم توطئة تاريخية واجتماعية عن اسباب هذا التمرد السني و الكردي وغيرهما من التصرفات الانفصالية المشبوهة والتحركات الطائفية والانشطة غير القانونية , فقد اقام الانكليز الخبثاء دولة العراق المعاصرة على بقايا العثمنة وابناء الفئة الهجينة ؛ وهؤلاء لا تربطهم بالعراق والعراقيين الاصلاء أية رابطة , لذا تقربوا من الطائفة السنية العربية العراقية الكريمة وبما انهم من السنة ؛ ادعوا انهم من انساب عربية وجذور عراقية ؛ كذبا و زورا , والجميع يعرف انهم من الكرد والتركمان والاقوام الاجنبية التي جاء بها المحتل العثماني ثم المحتل الانكليزي ؛ وقد اثرت الفئة الهجينة والجماعات الكردية والتركمانية الانفصالية والاعراب المهاجرين الى العراق حديثا في الاقلية السنية العراقية تأثيرا سلبيا منكوسا ؛ فضلا عن التربية الطائفية والتكفيرية والتنشئة العثمانية الحاقدة , وقد زاد الانكليز في الطنبور نغمة , اذ سكبوا الزيت على النار , وأججوا الاحقاد الطائفية والنعرات العنصرية , وشجعوا الغرباء والدخلاء على الطعن بالأغلبية العراقية والاستنقاص من اهل الجنوب والوسط العراقي ؛ وفي هذا العهد الاسود انتشرت الكلمة السوقية ( الشرجية ) والتي لم تكن مستخدمة بين العراقيين قبل هذا الزمن ؛ لذلك قلت ولا زلت اكرر : انا اتحدى كافة الكتاب والاقلام الصفراء والمأجورة والمسمومة ان يأتوا بشهاد واحد من كتاب تاريخي او ادبي او ديني او قصة من الفلكور الشعبي ؛ ورد فيها هذا المصطلح السوقي الركيك ؛ وكل التخريجات والترقيعات التي قيلت بشأن هذه اللفظة السوقية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع والحقائق التاريخية والمسلمات الاجتماعية .
وقد اجتمعت الاقوام المختلفة والشخصيات الهجينة والتي جاءت الى العراق من كل حدب وصوب في عهد الاحتلال العثماني السني ثم عهد الاحتلال البريطاني السني ايضا ؛ على مجموعة من الاهداف المنكوسة ؛ ومنها : الانتماء للمذاهب السنية اولا , والاحتماء بالسلطات السياسية الخارجية وبغض النظر عن كونها عثمانية اسلامية او بريطانية كافرة , والارتباط بالخارج عن طريق الرابطة الاسلامية او القومية العربية او التركية او الكردية , والعمل على الاستحواذ على السلطة وبغض النظر عن الوسائل القذرة والتضحيات الجسيمة والخسائر الهائلة والاتفاقيات الخارجية المهينة والمذلة ؛ والتنكر لكل ما هو عراقي اصيل والعمل على طمس الهوية الوطنية الحقيقية , ومعاداة شيعة العراق بالخصوص والشيعة بصورة عامة , والعمل على تهميش واقصاء واستغلال الاغلبية العراقية وتشويه سمعتها ؛ والشواهد على ذلك أكثر من ان تحصى , واليكم شاهد واحد من مئات الشواهد التاريخية , اذ قال الشاعر الهجين مجهول الاصل والذي لا يمت بأية صلة للعراق والعرب والعراقيين الاصلاء معروف الرصافي : (( مذهب التشيع في الإسلام يمت في أصله إلى أبناء فارس بنسبة لا مرية فيها , وإنه إنما وضع من قبل الفرس لقتل الإسلام دين الوحدة والتوحيد بسلاح منتزع منه، ولهدم العروبة بالمعول الذي هدمت به مجد فارس , فليس من العجيب أن ترى أعجمياً يتمذهب بمذهب التشيع، ولكن العجب كل العجب أن يتمذهب به من يدّعي أنه عربي ولو بالاسم فقط. فلو سألني سائل ما أعجب ما رأيت في هذه الحياة الدنيا لأجبته فوراً دون تردد أو تلعثم إن أعجب ما رأيت في الدنيا شيعي يدعي أنه عربي ؛ لأن بين التشيع والعروبة تناقضاً لا يخفى على أسخف العقول. فإن كان هذا الشيعي عربياً صريحاً كما يدّعي فقد مسخه مذهب التشيع حتى صار بمنزلة الحيوان الأعجم )) وها هو ربيب الارملة ويتيم الاب المجهول ؛ يطعن بأحفاد مملكة الحيرة العربية ومملكة ميسان العربية وابناء الكوفة جمجمة العرب وسكان البصرة موطن القبائل العربية ؛ ويتهم اتباع الامام علي بكونهم ليسوا عربا اقحاحا , وما عشت اراك الدهر عجبا , اذ صار الدخيل يعير بالأصيل , وبهذا المنطق المنكوس تكون قبيلة ربيعة وكندة وكليب والازد وهمدان وبني اسد وتميم وبني هاشم وسائر القبائل العربية المعروفة غير عربية لأنها والت الامام علي , وبهذه الايديولوجية المنكوسة يخرج ابو ذر الغفاري وعمار بن ياسر ومحمد بن ابي بكر وحجر بن عدي ومالك الاشتر من دائرة العروبة ؛ لكونهم من شيعة علي , وليحل محلهم السني الشيشاني والداغستاني والتركماني والكردي والهندي والازوبكي والتركي والايراني , ويترأس العرب المملوك القرجي والمأبون الشركسي والارمني والالباني والافغاني ...!!
وقد صارت هذه الافتراءات بمثابة الثوابت و المسلمات لدى الطائفة السنية القاطنة في العراق بل وفي ارجاء البلدان الناطقة بالعربية ؛ وبالتالي اصبح الشيعة العرب فرساً وصفويين وعجماً، أو غجراً مستوردين من الهند، بينما صار التركماني والقرجي والشيشاني والاذري والهندي والافغاني والالباني والقوقازي والافريقي من العرب الاقحاح ...!!
وصرنا لا نستغرب عندما يناقشنا الاسود الصومالي والسوداني والمصري الافريقي , والاشقر الشيشاني والالباني , والابيض العثماني ؛ في اصولنا القبلية وجذورنا العشائرية ؛ او يطلب منا بيان اسباب سمرة وجوهنا او بياض بشرتنا ؛ وهكذا صار الهجين الذي لا يعرف معنى القبيلة ولا يفقه جوهر العشيرة , والذي لا يمت بأية صلة للعادات العراقية والتقاليد العشائرية والاعراف القبلية , واطول مشجر نسبي له ينتهي الى الجد الثاني او ينسب نفسه الى المدينة التي يسكنها او المهنة التي يشتغل فيها ؛ وعليه صار التكريتي والدوري والقندرجي والقبنجي أكثر اصالة وعراقة من العراقي الاسدي او المواطن العربي الذي ينتسب لأمهات القبائل العربية الكوفية والبصرية العتيدة ...!!
وسرت كراهية العراقيين الاصلاء في نفوسهم الى كره العراق فيما بعد ؛ ولكن بصورة مبطنة وغير مباشرة ؛ وذلك للأسباب التالية : لانهم من اصول اجنبية وجذور خارجية والعراق لا يعتبر موطنا لأسلافهم واجدادهم , ولان بقاءهم في العراق مرتبط بالدعم الخارجي ؛ وبمجرد اختفاء هذا الدعم الخارجي , يتبخرون وينسحبون من العراق ويهاجرون الى الخارج , ولأنهم يعرفون جيدا ان العراق مرتبط ارتباطا وثيقا بالهوية العربية الشيعية او الشيعية بصورة عامة وان الكوفة والبصرة هما العراق التاريخي المعروف , وكل ما عداهما مشكوك في امره او ولاءه لهذه التربة ؛ لذا تجدهم تارة ينسبون انفسهم للدولة العثمانية والاتراك واخرى للعرب والجزيرة العربية وثالثة للشام ورابعة للمريخ ... .
وبالتالي انعدمت فيهم المشاعر الوطنية وغابت عنهم القيم والمثل العراقية , و الامثلة على ذلك كثيرة جدا ومنها : ان الاكراد كانوا في النهار مع الحكومات العراقية وفي الليل مع (العصاة) الانفصاليين , وتواطئوا مع كافة القوى الاجنبية ضد العراق , وكانوا يمثلون بجثث الجنود العراقيين ولا يرحمون احدا منهم , وها هم اليوم يطالبون بالانفصال ويتحالفون مع اعداء العراق ضده وضد ابناء الاغلبية والامة العراقية , وكذلك الاقلية التركمانية السنية التي تشجع الاتراك المعتدين على احتلال الاراضي العراقية بل وصف قتلى الجيش التركي الغاشم بالشهداء وبأبناء الامة التركية , والبعض منهم لا يخجل من دعوة الاتراك لضم الموصل وكركوك للجمهورية التركية , وكذلك الاقلية السنية وبسبب كل تلك العوامل والمقدمات ؛ فقد تنازلوا عن الاراضي العراقية الشاسعة لدول الجوار , لان العراق لا يعنيهم انما الذي يهمهم بالدرجة الاولى السلطة لا غير , والسبب في ذلك , ان الفئة الهجينة انما جاءت مع الاتراك العثمانيين والانكليز البريطانيين كمرتزقة وخدم وموظفين , وسرت اخلاق المرتزقة فيهم كابرا عن كابر , وتوارثوا هذه الاخلاق الذميمة , ففي سبيل الكرسي والسلطة يفعلون كل المنكرات والمثالب ويقدمون كافة التنازلات ؛ وقد تأثرت الاقلية السنية العراقية بالفئة الهجينة حتى صار من الصعب التفريق بينهما على الصعيد السلوكي ومعطيات الواقع ومخرجاته ؛ ولذلك تامر ابناء الفئة الهجينة والطائفة السنية الكريمة مع شذاذ الافاق وشراذم البلدان الناطقة بالعربية بعد عام 2003 , للفتك بالعراقيين والاضرار بالعراق , فالعراق لا يعني لهم شيئا من دون السلطة والحكم , وبالتالي صرت لا تجدهم الا في احدى هذه الحالات : اما مهاجرا في المنافي ولا شأن له بالعراق او يعمل على تشويه سمعته وتحشيد الراي العام الاجنبي والعربي ضده ؛ واما ارهابيا قاتلا ومجرما ذباحا يفتك بالشيعة من دون رحمة , واما معارضا معارضة سلبية تهدف الى نسف العملية السياسية والاطاحة بالحكم , اذ ان معارضته لا تهتم بإصلاح العملية السياسية او تقويم الحكم بقدر ما هي موجهة ضد العراق والاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية برمتها , واما موظفا ينظر الى الدولة من منظار طائفي وفئوي فالطائفة والفئة والحزب عنده اولا ثم العراق عاشرا واخيرا , واما حاقدا على هذه المرحلة وبكل تفاصيلها فلو شيدت في العراق الجسور الكبيرة والبنايات الجميلة والمستشفيات والمطارات الحديثة والمجمعات السكنية الحديثة وناطحات السحاب ولو عاش العراقيون في بحبوبة ورفاهية ؛ لما اكترث لكل ذلك بل لنظر الى تلك المنجزات نظرة حقد وشنان وبغض وعدوان ؛ فهو معبئ بالفكر المنكوس الطائفي والتكفيري والعنصري , واما متدينا يرى في سلطة الشيعة و طقوسهم ومناسباتهم الدينية ... الخ ؛ وضعا شاذا يجب بذل الغالي والنفيس من اجل اصلاحه وتغييره بما يرضي الله ورسوله ومعاوية وبسر بن أرطأة وعمرو بن العاص وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ... , واما عروبيا قوميا يصرخ بأسم الوطن العربي ليل نهار لان لكونه عربيا وليس حبا بالعرب بل لأنه يرى ان لا سبيل لتقزيم الاغلبية وتهميشهم واغاظتهم الا من خلال الاستعانة بالأنظمة العربية وجماهير البلدان الناطقة بالعربية من الاحباش والافارقة والاعراب وسقط المتاع ... ؛ واما علمانيا يعتقد بضرورة مزج العلمانية بالطائفية ؛ واستمداد مقومات علمانيته القشرية من طائفيته المتجذرة ؛ ليظهر لنا على سطح الاحداث كائن هجين و وليد مشوه مسخ ؛ أبشع من الذباح التكفيري والقاتل الداعشي والجلاد الطائفي ؛ ولعل المجرم صدام الذي ادعى العلمانية و وصف بها من قبل البعض ؛ كان مثالا صارخا لهذه الايديولوجية المنكوسة المشوهة والخلطة الهجينة البشعة ... الخ .
وقد تأثر ابناء الطائفة السنية الكريمة بالإعلام الطائفي المسموم والبعثي المنكوس , وطوال عقود طويلة من الزمن , فضلا عن التربية الطائفية والتنشئة العنصرية والمناطقية الحاقدة , فهذه العوامل وغيرها وقفت حاجزا منيعا وسدا حصينا بين الطائفة السنية الكريمة وبين الهوية العراقية العريقة والانتماء الوطني الخالص واخوتهم من ابناء الاغلبية والامة العراقية , وحالت دون قيام الوحدة الوطنية او الاسلامية , او انبثاق دولة المواطنة والحياة المدنية .
وقد اعترف محمد الحلبوسي ومن على شاشات الفضائيات ؛ بأن المنكوس الهجين سعد البزاز , اوصاه في احدى الاجتماعات الطائفية الحاقدة بمناسبة دخوله قبة البرلمان الوطني , في عمان , قائلا : (( نحن لم نأتي للبناء ولكن للهدم , فهذه الدولة ليست دولتنا ؛ و وظيفتنا فيها التخريب والتدمير وليس البناء والتعمير )) لذلك مارست قناته ( الشرقية ) دورا تخريبيا وهداما بعد العام 2003 , ولم تدعم العملية السياسية والتجربة الديمقراطية قط , بالإضافة الى سعيها المتواصل وعملها الدؤوب الذي يهدف الى تشويه سمعة الشيعة والطعن بأصولهم وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الوطنية ؛ فتارة تصفهم ( بالعتاكة ) واخرى ( بالصفوية ) وثالثة تتدعي ان سكان الاهوار من الهند ... ؛ وقد صرح خميس الخنجر وامام الملأ وشاشات التلفاز ؛ بأنه حرض ابناء السنة وغيرهم على معاداة الشيعة والعملية السياسية ولأكثر من 15 سنة متواصلة , واعترف انه كان يملك جيشا كبيرا من الكتاب والاعلاميين فضلا عن الفضائيات والمواقع والمراكز الاعلامية والقواعد الشعبية السنية ؛ وكلها كانت تعمل من اجل الفتك بالشيعة واسقاط العملية السياسية والتجربة الديمقراطية , وكذلك اعترف مشعان الجبوري وبأكثر من لقاء اعلامي , بأن سنة العراق اتفقوا على اسقاط الحكم وطرد الشيعة من السلطة الا انهم خافوا من ردة فعل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ؛ ومما سبق تعرف ان مجزرة سبايكر وسجن بادوش بحق الشيعة وغيرها من العمليات الارهابية والمجازر والمقابر الجماعية ؛ نتيجة اكيدة وتحصيل حاصل لكل تلك المقدمات والعوامل التاريخية والطائفية والعنصرية والثقافية والاعلامية والسياسية .
وقد سألت احد الشخصيات الامنية من ابناء الاغلبية العراقية من الذين عاشوا في مناطق الطائفة السنية الكريمة في عهد النظام البائد , وانخرط في احد الاجهزة الامنية بعد سقوط النظام الهجين عام 2003 , واخترق صفوف التشكيلات الطائفية والتنظيمات التكفيرية والفصائل المسلحة وعاش معهم ردحا طويلا من الزمن , وشاهد بأم العين جرائمهم ومجازرهم وعملياتهم الارهابية وانشطتهم الاجرامية ... الخ ؛ عن احوال ابناء السنة وبيان مواقفهم من هذه التصرفات والرؤى والعقائد والسلوكيات والتحركات الارهابية والاجرامية ؟
فأجابني قائلا : (( البعض منهم تلطخت يداه بالدماء وقتل الابرياء , والبعض الثاني سهل دخول جحافل الغرباء وشذاذ الافاق من المجرمين والارهابيين بحجة جهاد الامريكان المحتلين وقتال الشيعة المشركين و قدم لهم كافة المساعدات والتسهيلات بل وصل الامر بهم الى تقديم النساء بذريعة جهاد النكاح او بحجة السبايا , والبعض الثالث قدم المال والدعم اللوجستي لزمر الارهاب واخبرهم بأماكن الشيعة والسنة الذين يعملون مع الحكومة العراقية من اجل قتلهم وتهجيرهم واستئصالهم , والبعض الرابع يعمل على اذاعة اخبار غزواتهم وعملياتهم , وتبييض صفحتهم كما فعلوا من قبل مع البعثية والصدامية , اذ يخفون جرائمهم بل وينسبوها الى الشيعة تارة والاحتلال تارة اخرى , بالإضافة الى تشجيعهم ودعمهم اعلاميا ومباركة عملياتهم الارهابية , حتى وصل الامر بهم الى وصف قتلى الارهاب بالشهداء وشهداء القوات العراقية الباسلة بالقتلى والضحايا , والدعوة لهم في المساجد , و وصف حكومة الاغلبية والامة العراقية بالخنازير والقردة , والجيش العراقي بالغرباء والصفوية وجيش المالكي ... الخ ؛ والبعض الخامس لن ولم يقتنع بالشيعة كشركاء واخوة في الوطن قط , فضلا عن سلطتهم وقوة نفوذهم وشوكتهم الانية ؛ والبعض السادس مذبذب لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء , ولكنه اذا تعرضت الطائفة السنية للخطر وقف معها حتى وان كانت على خطأ وباطل , ... الخ ؛ والقلة القليلة منهم من يؤمن بالوحدة الاسلامية او التعايش السلمي او الدعوة لدولة المواطنة والحكومة الديمقراطية وهؤلاء اضعف الاصناف الانفة , وغير مرحب بهم وسط الطائفة السنية ... )) .
والعجيب في الامر ان الحكومات العراقية المنتخبة المتعاقبة فتحت ابوابها امام زمر البعثية والصدامية والطائفية والتكفيرية والارهابية واعطتهم مختلف الامتيازات ؛ واغلقت ابوابها بوجه ابناء السنة الشرفاء والوطنيين والوحدويين والمؤمنين بالتداول السلمي للسلطة والتعايش السلمي ؛ ولكن اذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون ؛ فالأمريكان والانكليز قد وضعوا كل شخص في مكانه غير المناسب , ولا يستطيع احد رفض توصياتهم , وفي تجربة اسقاطهم للحكومة المدنية في افغانستان والمجيء بحركة طالبان الاجرامية , دليل دامغ على سياساتهم الغاشمة التخريبية ؛ فهم لم ولن يقبلوا بوجود الشخصيات الوطنية الاصيلة والغيورة والكفوءة في الساحة العراقية فضلا عن اشتراكها في صناعة القرار الوطني والعملية السياسية .
وعليه ان اراد العراقيون النهوض بالعراق وانجاح العملية السياسية والتجربة الديمقراطية وترسيخ مبادئ الحياة المدنية ودولة المواطنة وحقوق الانسان ؛ لابد لهم اولا من فصل الدين عن ادارة الدولة , وثانيا استبعاد كافة النصوص الدينية والرؤى الأيديولوجية التي تدعو للكراهية والطائفية والعنصرية والمناطقية والفئوية , واقصاء خطاب الكراهية والتعصب , وتوحيد مكونات الامة العراقية تحت راية القوانين العادلة والدستور الوطني الموحد , والعمل بمبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين او المدن والمحافظات العراقية , ومحاربة الدعوات الانفصالية والارهابية والعابرة للحدود والقضاء عليها فكريا وثقافيا واعلاميا وعسكريا , وتشجيع الخطاب الوطني الوحدوي , وفرض المقررات الدراسية الوطنية والتي ترسخ قيم المواطنة والهوية العراقية الجامعة وفي كل محافظات العراق , واسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين من الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية ؛ اذا عرضوا الامن الوطني والسلم المجتمعي للخطر والفتنة والقلاقل والاضطرابات ؛ وطرد كافة الجاليات الاجنبية والغريبة من العراق , وغلق الحدود العراقية وعدم السماح للمشبوهين والاعداء واصحاب الاجندات المنكوسة بالدخول الى العراق .