عندما نتأمل في هذه الحياة و ننظر في طبيعتها ، نجد أن المشاكل و الأزمات و الضغوطات هي جزء منها ، فهي متلازمة معها لا تنفك أبداً ، قال الله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ) سورة البلد (٤) ، لكن تكمن الفطنة هنا في كيفية التعامل مع هذه المشكلة بالطريقة الأمثل و الأكمل ، ففي حالة أن تركنا أنفسنا لهذه الأزمة و تركناها تفعل ما تشاء ، سوف نصدم ينتائج عكسية لا تحمد عقباها ، فمع مرور الوقت تزاداد الضغوط شيئا فشيئا مما تجعلنا في حالة نفسية سئية و قد تولد لنا شعورا بالغضب ، فحينها قد نبحث عن أي وسيلة لنفرغ هذه الشحنات السلبية ، و تختلف هذه الوسائل من شخص لآخر ، فمنهم من يتصرف بعدوانية شديدة مما يصعب التعامل معه ، و البعض الآخر يفضفض بها لصديق ، و آخر يكبت هذه المشاعر مما تسبب له جرحا غائرا في داخله . و لكن ثمة أمر مشترك بيننا ! فأقرب أصدقائنا حينما نغضب هو الطعام ! فحينما نغضب ما نلبث إلا و نلتهم كميات كبيرة من الطعام لنخفف حدة الغضب لدينا وهو ما يسمى( بالأكل العاطفي) ، فكلنا على الأغلب قد خاض هذه التجربة فهي تخفف كثيرا من مشاعر الغضب و الحزن ، و لكن هنالك أمر بالغ في الأهمية ، إن تناول الطعام في حالة نفسية سيئة له أيضا عواقب سيئة !! فالغضب و إن قل لا يزال قائما بسبب بقاء المشكلة بدون حل و أيضا صحتنا باتت في خطر ، لأن نتناول الأطعمة في حالة سيئة يصنف ضمن السلوك الاواعي ، لأننا في حالة غضب و لا نستطيع إدارة مشاعرنا و أيضا أفعالنا ، و النتيجة كميات زائدة من الطعام مما تسبب ارتفاعاً في الوزن و مشاكل صحية اخرى ! و قد تسبب شعورا سيئا لمن لديه حمية بسبب أنه أفرط في الاكل .
و لكن ما هي الحلول المناسبة لهذا السلوك الغريب ، الذي أعاني منه شخصيا و الذي يؤثرعليَ سلباً في نظامي الغذائي خصوصا و أني أتبع حمية معينة للتخلص من وزني الزائد .
هذه عدة نصائح للتوقف عن الأكل العاطفي و هي كالتالي :
١ - الاستعانة بالله سبحانه و تعالى .
٢ - اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وتطبيق سنته حين الغضب بتغيير الحالة التي هو فيها و أيضا يعد الوضوء وصفة شرعية في تهدئة النفوس .
٣ - في حالة أن أردت الطعام و كنت معكر المزاج حاول قدر المستطاع بأن تضع لك مقدارا محددا منه .
٤ - اشغل فراغك بكل ما هو نافع و مفيد كممارسة بعض الهوايات فإن الهوايات تذهب الهوى و الغضب أيضا .
٥ - نم حياتك الاجتماعية ، صل أقاربك و زر أصدقائك كي تتغلب على الوحدة فهي من أكبر مسببات الغضب و الحالة المزاجية السيئة .
نبض الكلمة :
نحاول في بعض الأحيان بأن نتهرب من حل مشاكلنا و استبدالها بحلول مؤقتة ، لكننا لا ندرك بأننا نساهم في تفاقم المشكلة ، فلتكن لدينا شجاعة لمواجهة المشكلة لا الهروب منها.. لأننا و إن تغافلنا عنها ، سنصدم بها لا محالة !!