عودة إلى ذاك الزمن الجميل، إلى ذاك الزمن الأزلي، حيث كنا نترعرع ونرتاع بين رفوف الطفولة، بين جماليتها ورونقة أيامها، جمالية تلك الأيام ليس بديل ولا استغناء عنها، مهما كبرنا تبقى الذكريات تحول حولنا وتخيم علينا بين الفينة و الأخرى، هناك الروح المرحة كانت ترفرف وتأبى أن تتوقف، برزخ حي، رونقة تلك الأيام تغيرت وتغيرت معها السنون، واللحظات المليئة بالأمل التي رمقتنا وقتذاك اختفت كلمح البصر وانقضت مهلتها دون أن ندرك ذلك، باتت حبيسة الماضي، انتبذنا حياة جديدة بعيدة عن تلك الحياة التي كنا نحياها في الماضي، الحنين والشوق الذي ينهش بداخلنا كل ثانية صعب التخلص منه، رغم درايتنا أن العمر يبقى مجرد أرقام وأن روح الطفولة مازالت تسكننا كما كانت، لكن شيء فينا قد تغير وليس له علاقة بالظروف، هدمت مشاعر اللعب والمرح وماتت في سن مبكر، مهما حاولنا استرجاع تلك الفترة، نجد أننا أضعنا وقت في شيء إستحالة إرجاعه...
وما أحوجنا للرجوع إلى ذاك العالم الخالي من الألم، بعيد عن ضجيج العالم، لم نكن نعرف ماذا تعني كلمة وجع، كل ما يهمنا حينها هو اللعب، كانت البراءة بشتى أنواعها تحوم حولنا وتنعم بداخلنا كل لحظة، لم يتبق من ذاك الماضي سوى ذكريات راسخة وخالدة في الذاكرة، هي الوحيدة التي تجمعنا مع الماضي....
ظلت وستظل الطفولة هي الحياة التي لا تفنى مهما فنت حياتنا، مهما كبرنا وشاخت الذاكرة فأصابها النسيان، ستبقى روح الطفولة تنعم بداخلنا إلى ما بعد الفناء
#نورة لكريويد