هو صخرة! وهي صخرة! وهم جميعًا صخور! عن كثير من البشر أتحدّث.
بِمَ سنختلف عن بعضنا بعضًا إذا كنّا في هذه الحياة نبحث عن شيء واحد.. نبحث عن الشيء ذاته، عن المصلحة مثلا، أو عن الحاجة، أو عن النفس والذات فقط، دون النظر إلى أناس ليسوا بصخور، أناس لديهم المشاعر والأحاسيس.. أو بالأصح أناس لديهم "الإنسانية"، وهذه وحدها ربما تفي بالغرض، ورغم أن بعضنا قد يرحم ويساعد ونـحكم عليه بأنه "إنسانيّ" إلا أنه ليس كذلك، فقد تخدعنا المظاهر أحيانًا، لكنني سأتحدث عن الذين لديهم المشاعر والأحاسيس، ولا أقصد مشاعر الحب، بل أعني أن يحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه، هذا ما أعنيه، أعني أن يجعل الإنسان كل شخص في حياته ذا قيمة، إما بأخلاقه أو تعامله أو كرمه أو عمله أو دينه أو حديثه، وربما يكون ذا قيمة بماله فقط دون ما ذكر.
ولكن لِمَ هو ذو قيمة بالمال فقط؟ هل لأنه يعطي من يريد من ماله لكنه ليس كريما، هل لأنه يتحدث بأسلوب يروق للجميع .. لكنه يتحدث بفوقية بما يملكه من مال، إذًا ماذا؟ هل بهذا أوصى دينه وشريعته؟ لا، سأقول لكم لماذا: لأن كلّ من حوله هم الذين جعلوه ذا قيمة، رغم أنه ليس لديه شيء يرفع من قدره سوى ماله، لكن هذا غير مهم، الأهم من ذلك أنهم بحثوا عن مصلحتهم وحاجتهم، نفسهم وذاتهم فوجدوها عند هذا الشخص عفوا! أقصد وجدوها في ماله، رغم أنهم في نظره لا شيء، ولو كان بالعكس لمَا ذهبوا إليه.
"جسد بِلا روح يستظل أسفل شجرة، ليس لها أغصان في طقس لا تظهر فيه الشمس".
هكذا هو من يسير في حياته بهذه الصورة الخاطئة، إمّا أن يهتم بنفسه فقط، وإما أن يعتقد بأنه إذا ملك المال فقد ملك كل شيء!