عندما أعكف على الكتابة ، اجدني حرا طليقا ، مسكتشفا لفضاء متسع من التجارب الحية التي تنزل علي من ذلك العالم الملئ بالدهشة ، الآن أنا حر هنا حيث أكتب ، أكتب لك صديقي في بعض أيامي التي أعيشها لعلك تصل الى هذه الكلمات ، هنا حيث أجلس ، يتردد على أذني صدى ملعب ضخم ملئ بالاعشاب الخضراء المقلمة والتي العب فيه كرة القدم لوحدي .. الحرية شيء مقدس عزيزي أنت تملك مفتاحه ..ليس هناك تنافس أو تحدي مجرد راحة للروح التي أتعبها السير وحيدة في هذا العالم .. بعض من قص الاوراق ونثرها على مكتبك واشعال سيجارة يجعل من وحدتك شيء هلامي ملئ بالاسرار ..هنا حيث أجدك تحاول العبور خلف أبواب كثيرة مقفلة .. أقول لك دعك من الابواب وأقفز في مخيلتك لتردد كوني أكبر .. أرفع من سقف أفكارك لتصل قبة السماء وحيدا ، حيث أجدك ..سأروي لك مغامرة العقل الأولى وهي اسكتشاف المجهول ، دعك من الشكليات وأدخل الى المضمون حيث الموضوع اكثر اثارة .. في الازمنة السحيقة حيث الانسان الاول ، حاول الانسان اكتشاف الطبيعة من حوله فكانت قبائل بدائية ترعى الحيوانات ولكن احدهم كانت لديه طفرة جينية تعمل على جعله يحب البحث عن شيء بعيد يشبع عطشه في الاكتشاف ، فهرب من القبيلة محاولا اكتشاف العالم فكان أول رحالة يسير على قدميه عندها تحول الكون بالنسبة لديه لعالم مفتوح يضرب روحه بالمفاجآت ، الجينوم لديه أخذ في التطور فترددات الكون تحس به حيث أثبت العلم أن الانسان جزء لا ينفصل عن الكون والطبيعة فهي جسم حي ضخم يحس بنا ويشعر بمشاعرنا ويتفاعل بناءً على أفكارنا وترددات أرواحنا ، إنه رحالة تحول جسده لمشكاة كونية تمشي على رجلين ، كلما مر بواد أو صحراء أو غابة تغيرت روحه ووعيه لما هو اكبر حيث أصبح فضاء روحه يتسع للكون بسماواته لقد ذاق طعم الحرية وانطلقت روحه ولا يهمه بعد اليوم ماذا يحصل له ، وأصبح لا يفكر في المستقبل بل يعيش لحظته مليئا بالحياة ، محلقا في الفضاء . تراتيل هناك حيث تقف المرأة ، مفعمة بالحياة ،هي الأرض والمدرسة وسكن الرجل ،قليل من يفهم المراة ولا يفهمها الا شاعر صوفي ولد من بين ضربات القدر ، ذاق سر أنوثتها وأضحى يعرف خلف مقلتها ما تخفيه من أسرار، هي بلابسها الهادئ وعطرها الأخاذ أنثى تجعل من شخصيتك عالم آخر ينسكب منه الوقت في زجاجة زرقاء تسكر من شرابها ولا يهمك الموت فالموت لقاء آخر معها حين تراها مليئة بالشذى على ناصية الكون ترقص رقصا متناغما عبر موسيقى لها وقع يجعلك ملئ بالنشوة الالهية .. الألم هذا الوجع الذي يضربك بين أيامك ما هو الا لحظات تسبق سرمديتك ، لا تقلق فأنت انسان جدير بالاحترام حيث صبرت لهذا الوقت لتصير صورة الهية تعبر عن الخالق في صورة مخلوق تجلى له الله على مقربة وشيكة من الاصطلام الذي يزلزل الارض ويعبر أوتاد الجبال ليصعق الطرف الخفي من خلفه بنور البركة المحمدية ..شيء من الالم يجعلك هكذا ملئ بالتساؤلات والتوازن ، لقد أصبحت انضج من ذي قبل ، وقراراتك أصبحت حكيمة تفكر قبل أن تتحدث و تلبس قميصا فضفاضا قبل أن تفكر ليتسع لروحك التي صار لها أربعون لون وأربعون درجة وترتيلا مسائيا بموسيقى أرثوذكسية ، تحب العزلة المقدسة وتمكث كثيرا تبحث على الانترنت .. مواضيع كثيرة في رأسك .. أفرغ كأسك وتعلم من تعاليم القديسين والانبياء صلوات الله عليهم كل طهارة مباركة وامكث كثيرا في التأمل وحيدا لعلك تتزهر بوردة مقدسة على تاج رأسك ، على عتبات شاطئ البحر كون فسيح ، وخلف رفوف المكتبات رغبتك في الكتابة لتؤلف عالمك الخاص من وعيك وروحك : هذا انت هنا فقط انت اغمر نفسك بالحب تجليات الطبيعة الطبيعة بكل أشكالها تتجلى عبر موسيقى فريدة من نوع آخر ..هناك حيث تمشي خلالها تجد ضالتك من الهدوء والاستقرار الروحي ..الاسترخاء كفيل بجعل جسدك يرتاح..ان الطبيعة ملهمة الشعراء بكل تفاصيلها و كثبانها و غاباتها .. هنا حيث اسكن لا وجود للطبيعة ولكني حين اكتب أستطيع أن أسافر خلالها ، المخيلة تكوين غريب فهي قادرة على التحليق و السفر لاماكن بعيدة يصعب على الانسان الوصول اليها.
تدوينات اخرى للكاتب
البعد الخامس
لقد أصبح العالم ثلاثي الأبعاد وهماً وزائفاً ..لقد انتهى العالم وأصبح كل شيء مكرراً نحن الآن نلج البعد الخامس ..وأرض جديدة..أرض...
moeen
الشامان
الشامان الأوائل ..أجيج يجعل الاحساس يقترب من الطين واللون البني المعتق،، أمشي قليلا في هذه الحالة.. يبدأ شيء في البروز.. انه الطبيعة الأم لل...
moeen
كونيات
في الآونة الأخير كانت تأتيني رغبة في الكتابة عن بعض الملامح العقلية والروحية التي خا...
moeen
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين