هنا حيث تمتزج المشاعر والصلوات في ليل دافئ ،ينبع نور فريد من بين خبايا الروح .هنا حيث يتلى القرآن ،يتجلى محراب المساء على أغشية الروح ..لا وجود للظلمة اذا كنت عارفا بسر العرفان ..حيث يتضح طريق الروح حيث لا وقت ولا زمان ..يتوقف الزمن و تستنير مصابيح الروح الكبرى على شرفات الكون ..للروح ابواب تسرد ذات مساء وتتلو لك بعضا من اهازيج الليل التي تقبع تحت الوسادة وتعيد لف الهدايا المخبأة وتقول لك هلم الى عالم أوسع حيث أعطيك ما خفي عنك انه ذلك الصحو الجديد والمختلف في الالفية الثالثة شكل فريد يعيد التوازن .. بعض من أهازيج بوذا وترانيم الشرق يفتح النافذة على شمس فضية تسقي عطشك للحقيقة وتقفز بك على مربعات مرحلة مختلفة انها مرحلة الاربعين حيث للعمر حكايته وللرشد طعمه وللعقل نوره الفياض .. نور العقل ..نور الروح ..نور القلب.. ونور الطريق ..ليس ثمة سقوط بيننا فانا وانت جئنا لهذا العالم من رحلة فوق سماوية تتجاوز المألوف لنعيد شحذ الوعي الانساني في مرحلة صعبة لعل العصر الفريد يزيد من مقدرة الانسان على قراءة الكون وقراءة النفس البشرية المليئة بالتساؤلات حول ماهية الطبيعة و الكون لما هو أبعد من المألوف الى ذلك السر المتجدد الذي يراودني عن نفسه ويقول لي الليلة هنا أنا أمكث قليلا لأقلم ذلك الشوك عن مخيلتك وأعطيك بعضا من السر العظيم الذي يحاولون تخبأته عنك أنت عالم يستحق العناء والمحاولة والثقة لبناء وعي قوي يفوق الوصف ..انهم يخونونك ويلفون حولك الاغشية الهيلانية لعلك تنسى سر الوصول .. هنا حيث أنت تصلي في العتمة يتفتح نور في الكون لأجلك انه باب النجمة الوحيدة المعلقة في السماء لأجلك تناديك كل ليلة وتقول هلم معي لنفتح بابك السري الى عالم ملئ بالتساؤلات المختلفة عن سر الكون والطبيعة وسر الجسم الانساني الذي يعد مركبة الوصول في هذا السفر العظيم ان ثقل الليل يفتح كوة في سقف الغرفة وتمطر السماء موسيقى اوم التي تجعل من روحك متعطشة لكل ما هو جديد .. السؤال الاول ..ماهي فيزياء النجوم وهل هناك بعد آخر متصل بهذا الجسد الانساني ؟ الجواب نعم اثبتت الحكمة القديمة ان الانسان كون مطوي بداخل جسد ثمة قنوات للعبور في هذه الحياة لكل ما هو كوني وجديد .. ولكن كيف تفتح هذه القنوات وهل هي جاهزة في كل ليلة؟ الجواب نعم القنوات مفتوحة اذا اردت أنت فتحها فهي جاهزة لاستقبال نبضات النجوم ..السماء مليئة بالنجوم وهي تناديك كل مساء، الان أنت مستيقظ وبكل حواسك في هذا الليل الدافئ..أقول لك ماعليك سوى تجاوز وعيك وفتح هذا الباب نعم بكل بساطة استمع للنجوم وهي تعبر جسدك انها تملؤك بسديم كوني ملئ بالطاقة الحيوية نيتروجين وهيليوم واكسجين تنفس معي لغة الكون والسماء وصلي صلاة الكون الكبرى حيث يفتح العقل ابوابه على شرفات متسعة خلايا دماغك الان تتصل مع سماء واسعة مليئة بالطرق والخرائط السديمية انها تعبر القشرة الدماغية واوعية القلب وتعيد توازن مشكاتك العبورية نحو الفلك الرابع ان ثمة حوار الان يعبر ثنايا روحك نعم بكل بساطة انت الان تعرج خلف مسارات كونية جديدة تفتح ابوابا مختلفة وتعيد ذاكرتك الكونية المتراكمة من الماضي خلف حيوات سبقت هذه الحياة.. بعض من الصمت .. كثير من المطر الكوني و قليل من غناء النجوم ..النجمة التي تبحث عنها قد توهجت الان بنور ساطع وسط الكون وهي تدور في فلك سماوي متسع عن ذي قبل .. انه وعيك الذي يتسع ..بحثك المستمر عن أسرار الحياة يفتح لك المزيد من الطرق الجديدة كل يوم أنت تستحق الحياة بكل حجمها حتى أصابع يدك لها اهمية في سرد القصة ..استخدم حدسك في تقوية عينك الثالثة واشحذ توهجك الان في سكب المزيد من هذا السر.. ليس ثمة غرابة في هذا ..ولكن هذا الكتاب قد تتطلب مني الما يتجاوز مخيلتك كلما تالمت كلما نضج جلدك وعرفت سرك المنطوي خلف خبايا القدر ..هل تعرف الان رمز اسطورتك .. انه محفور تحت الالم.. للشمس بوابة كبرى تقبع تحت الالم كلما تركت مغريات الطريق وتعلقت بالاسمى كلما تخمرت روحك وتعطشت للسر العظيم .. القدير سر عظيم لا يطلعه لاي احد فهو ذو تلونات عديدة واسرار مديدة..كلما عرفت سرا تفتح سر جديد.. لا يمكن الاكتفاء منه والعطش يتلوه عطش آخر بحر من المعرفة القدسية يتجاوز المألوف.. السؤال الثاني .. ما هو سر الروح والجسد وهل تصفو الروح بالتخلية ؟ الروح متعشق مع الطبيعة كلما نضجت امتزجت اكثر بالطبيعة حيث النار والهواء والارض والماء والبرق والشمس اقول لك الروح سر من اسرار الله لكنك اذا سقيتها بنور الحب اعطتك من لهيبها القوي وتأصلت وبقيت اقوى من ذي قبل هنا حيث للصلاة معراج آخر تترادف النجمات خلف خط مستقيم على عتبات رأسك الوحيد وتنبض تباعا بالوان مختلفة لتجعل من جسدك قاموسا يقرأ الحياة ويعيد التوازن ..الروح تصفو بالتخلية بتخليها عن الصفات الذميمة وتصير جاهزة للالهامات الالهية التي تعطي فهما صحيحا للوجود والحياة وتجيب على مختلف التساؤلات وتمزج العقل بنور ساطع لا يمكن مقاومته.. لا تستعجل النتيجة فانت خمر يحتاج للمزيد من الوقت حتى ينضج ..ليس ثمة نهاية للطريق النهاية مفتوحة واعمدة النور تملأ الدرب.. السؤال الثالث ..هل يتكشف الطريق بالتأمل ؟ الجواب نعم التأمل طريق الانبياء عليهم السلام في الوصول للحقيقة.. الحقيقة مليئة بالدهشة والتساؤلات وهي لا يمكن ادراكها جملة واحدة فهي مركبة ومعقدة وسهلة وصعبة ومتراكمة وغنوصية ملئية بالحيرة ..التأمل يجعل العقل يصمت عن العمل ويرخي ستاره عن دخان النفس وبذلك تصفو المرآة الداخلية للانسان مما يفتح عينا باطنية ماورائية على كون متسع يفوق الوصف..بعد مضي سنة على التامل يصير التأمل منكشفا لك باستمرار وتصير حواسك في وضع التأمل رغم حركتك الدائمة .. للوصول للعقل الفعال ليس ثمة طريق سوى أن يضربك الله ضربة وجودية مؤلمة لتستيقظ حواسك الباطنية..عندها يتوهج القلب بنور قوي يفوق الوصف ..يرى الحقيقة بوضوح ويرى تغيرات الموجودات .. السؤال الرابع ..ماذا بعد الكونية ؟ وهل ثمة طريق آخر الكونية مصطلح منغمس بالقرآن الكريم وكافة الديانات السماوية فالبحث في الكون قديم قدم الانسان على هذه الارض ..ولكن ماذا بعد السماء الاولى .. وفقا لقانون الذبذات فان السماء الاولى أكثف من الثانية والثالثة اخف من الثانية وهكذا كسلم موسيقي لا ينتهي كلما صعدت كلما كان الرنين قويا اكثر حتى يصير النور قويا جدا ..