في الآونة الأخير كانت تأتيني رغبة في الكتابة عن بعض الملامح العقلية والروحية التي خاضها إيلي، وذلك بعد اثني عشر عاما من التجارب والمعايشات الصوفية وما بعد ذلك من تجارب الوجود والطاقة الكونية.. إن الحديث عن هذا المجال من العلوم الانسانية يجعلني أشعر بالسعادة لكونه يجعل طاقة الانسان أكثر فاعلية وتأثيرا في حياته .. بالمجمل فان علم الطاقة علم غريب لا يلاحظه الكثير من الناس لكونه يحتاج لحدس خاص ومؤهلات نفسية شفافة ولكنه بدأ ينتشر في العالم بعد ثورة المعلومات وعودة الانسان الى روحه بعد ان ادرك ان المدنية و عصر المادة قد طغى على كثير من مجالات الحياة . الكونيات لانهاية لها فهي بقدر ما هي بعيدة وعميقة في الكون السحيق ، إلا أنها قريبة من وعي الانسان ،لعلي أوجز في هذا الكتاب بعض أبواب عن الكونيات وأرفع الغطاء عن الغموض الذي يعتري الامور التي لايلاحظها الانسان العادي إن الكونيات امر قد يولد به الانسان أو ان يتعلمه ولذلك أحاول اثارة عقل القارئ وحواسه الباطنة في جعل هذه الامور أكثر قربا من حياته اليومية فهذا المجال لا غنى عنه في حياة المعاصرة وثورة المعلومات. لماذا الكونيات؟ إن الكون الذي نعيش فيه غير منفصل الأجزاء فهو كون جامع لكل شيء ، لذلك فان الانسان بحاجة للطاقة وفهم الكون إذا أراد التقدم للأمام في هذه الحياة القصيرة ، لأن العيش بدون هذه المعرفة يجعل الانسان يعيش حياة عبثية لا جدوى لها ذات طاقة روحية منخفضة غير قادرة على بناء حياة حضارية بها من التجدد والمعرفة ما يلزم للانتقال لمراحل جديدة كل فترة من الزمن . الكونيات تعطينا فهما مريحا للطبيعة من حولنا فهي مرتبطة بعلوم كثيرة كالفيزياء والكيمياء وما وراء الطبيعة والتصوف والحدس وينبني عليها فهما ممتعا للانسان يعطيه دوره في الخلافة على الأرض، في هذا الفصل أحاول البحث عن مواضيع مؤثرة تعمل على بناء انسان معاصر قادر على سبر المعارف الكبرى واستخراج طاقات الكون من حوله وجعل حياته تبدو أكثر فاعلية وتأثيرا من حوله، إن منابع الطاقة في هذا الكون كثيرة والأرض كذلك مليئة بتلك الطاقة ، هناك سينوريوهات كثيرة حول توزيع هذه الطاقات من حولنا .يمكنك ابتكار مصادر جديدة للطاقة الروحية كل يوم من خلال الخيال والحديث الذاتي كل صباح ، أنصحك ببناء مصادرك الخاصة فأنا لست معلمك بل مجرد صديق أحاول جعك تفكر في الكونيات لان الحضارة القادمة هي حضارة الكون. طاقة الانسان منذ قديم الزمان والانسان يسعى لاكتشاف نفسه والكون ،ولكنه ظل يتساءل لحقب متتالية عن طاقته الروحية حتى جاءت الأديان لتعطي فهما واضحا لهذه المسائل، إن أول شي يولد عليه الانسان هي الفطرة فمنذ طفولته تكون هذه الفطرة هي طاقته الاولى في الحياة وتقوده لكل أنواع السلوك والحركة واللعب . إن الطفل يولد وتكون طاقته الروحية كاملة ملئ الكون ، تدفعه لاكتشاف الحياة . يوجد في الانسان سبع شاكرات أو مناطق حيوية توازن الطاقة الداخلية للانسان وعلاقته بالمحيط الاجتماعي و الخارجي و هذه الشاكرات مرتبطة بالكون. هناك مناطق عديدة في جسم الانسان تحمل في طياتها الطاقة ولها سرها في إحداث التوازن لجسم الانسان وطريقة تفاعله ، أهمها القلب ( العقل الأكبر ).. القلب هذه اللطيفة الالهية التي عجز عن فهمها الكثير من البشر حتى اليوم ، هو مصدر المشاعر والالهامات والطاقة الروحية ، يحيا بالحب والصلاة والأنشطة الصباحية ، يحوي القلب ذاكرة من نوع خاص فبه خلايا عصبية تجعل منه عقلا يمتلك طاقة كهرومغناطيسية تفوق الدماغ بضعة آلاف من المرات ، القلب وسيلة الابصار الحقيقية فهو يشعر ويدرك ويرى ويحس ويتألم ويشكو ويفرح وينقبض وينشرح ويطير ويمشي ويسافر له عوالمه الخاصة والمتغيرة يجوب العالم ويتحدث ، هو الملك وباقي جوارح الجسم هم التابعين له. ارتباط القلب بالعالم والكون للقلب تردد كهرومغناطيسي قوي يمكن الاحساس به ويتضح بهالة الإنسان ، يرتبط القلب بالعالم فالانسان قادر على اكتشاف المجهول اذا توافق تردد قلبه وافكاره وخواطره مع عوالم متتالية تسمى نظرية الأفلاك المتوازية أو الأكوان المتعددة فبهذا القلب المرتبط بالدماغ يختص الانسان عن باقي المخلوقات وكانت له الخلافة على هذه الأرض، إنك بسيرك مع مسار كوني خاص بك تستطيع شاكرة القلب أن ترى بوضوح في أشد المناطق ظلمة ، كلما جاهدت نفسك تفتحت لك مسارت جديدة لم تكن في الحسبان ، هناك نظريات تطرح موضوع الأكوان المتعددة المتداخلة مع بعضها ، لكل كون تردد خاص مرتبط بالقلب والجهاز العصبي، ان السير في هذا الطريق يحتاج لوعي خاص يتفتح كل يوم على كمالات معرفية سامية تفيض على مرآة القلب فيوضات الهية قوية تعطي لجسم الانسان أبعادا خاصة ،بعد ان تنتهي من تجربة كون واحد يتفتح لك كون آخر وفق معادلات كونية تفوق الوصف ومصفوفات فلكية تضيء الكون ، إنه الاشراق الأكبر حيث المعرفة الكبرى للحقائق المتولدة على مرآة القلب. الشاكرات ان تفعيل هذه الشاكرات من خلال اليوغا كفيل بجعلك تشعر بالتوازن و الانسجام مع الكون، هذه الشاكرات مرتبطة بالعمود الفقري ، تسمى الشاكرة الاولى من أسفل العجز بالشاكرة الجذرية فهي المسؤولة عن ارتباطنا بالأرض والطبيعة والجنس لونها أحمر تعطي احساسا بالأمان والمسؤولية تجاه الأرض والعالم، الشاكرة الثانية تسمى الشاكرة الوجودية ، مرتبطة بالروح وعلاقة الانسان برحلته الكونية وقوته وتأثيره في الآخرين لونها برتقالي تكون قوية عند الأطفال و الشباب لها لفافات كونية تفتح على عوالم رحبة ، قوتها تزيد من الثقة بالنفس والتوازن في الحياة تساعد على تحمل ثقل الحياة . الشاكرة الثالثة هي الضفيرة الشمسية ، توجد أسفل القلب ، لونها أصفر ترتبط بالتعقل والصحة الروحية والصحوة الوجودية أو اليقظة كلما قويت كلما كان صاحبها أكثر احداثا للتغيير في الحياة . تساعد على الطموح والبحث العلمي والمعارف الالهية . الشاكرة الرابعة هي القلب ، لونها أخضر أو ذهبي مهمة جدا فهي قادرة على التحكم بباقي الشاكرات تتوسع وتتمدد اكثر من غيرها ، تكون قوية عند الأطفال ، مسؤولة عن الحب والتدين والعبادة نورها أبيض.. الشاكرة الخامسة ،هي الحنجرة، لونها أزرق نيلي ..تساعد في التواصل الاجتماعي.. و الكلام وهي مرتبطة بالنفس.. قوتها تساعد على قوة اللسان و التخاطب بثقة .. تكون عند المذيعين قوية جدا و كذلك المعلمين و المدربين.. الشاكرة السادسة ، هي الفم والجوف ، لونها يعتمد على طهارة النفس و تزكيتها.. يمكن علاجها بالريكي ..الوضوء عند كل صباح يعطيها نوراً قوياً، و طهارة اللسان يجعلها في حالة ممتازة.. الشاكرة السابعة هي التاج، لونها أزرق سماوي أو ذهبي.. وهي رمز الحكمة..