المتلسنون بين زرباطية والموصل.. حَوِلْ..!

رحيم الخالدي

كان رئيس النظام السابق يذكر دائماً في أكثر من موطن، على أن القانون العراقي يمكن تغييرهُ بشخطة قلم! حسب مفهومه هو سيما أن القانون العراق كان مؤقتاً، وتغييره يحتاج رجال قانون وليس تلك الشخطة التي أدت بنا للهاوية .

التهبت مواقع الإتصال الاجتماعي والمواقع الإعلامية في فترة الزيارة الاربعينية، من إقتحام الزائرين لمنفذ زرباطية الحدودي، لضعف الإجراءآت فيه وقبع الزائرين ينتظرون الفرج، وكان من الممكن إستيعابهم وادخالهم بصورة سلسة، ولكن الذي حصل مستهجن ومرفوض ويجب على القانون أخذ دوره .

ليس من باب المقارنة بين حالتين: الأولى منفذ زرباطية، والثاني التدخل التركي، ودخوله الأراضي العراقية عنوة وبدون سابق إنذار! بعد سقوط ورقة التوت التي لعبها مع روسيا، ودخول الزائرين الإيرانيين للعراق واقتحامهم المنفذ، أشخاص مسالمين وليس مسلحين، وهدفهم الزيارة والخروج، والباقي على السلطات المختصة إتخاذ الإجراءآت اللازمة بحقهم، وتطبيق القانون لأنه أمر مرفوض، والامر الثاني قيام تركيا بلعبتها المجهولة الأهداف بعد تعريها أمام الراي العام، بسرقة النفط العراقي والسوري والمتاجرة به، والتصريحات مختلفة تبعاً للضرف الذي يواجهه السياسيين، مرة أنهم دخلوا لتدريب البيش مركة، وآخر توجد إتفاقية مبرمة مع الحكومة السابقة (حكومة نوري المالكي)! منذ عام الفين وإثنا عشر، واليوم تذكروا تلك الإتفاقية وجاءوا حسب الطلب، تزامنا مع الإنتصارات على إرهابيو داعش، لا سيما أن الانبار على وشك الإنتهاء منها في الأيام القليلة القادمة، مع إنحسار تواجدهم بل وهروبهم الى الحاضنة الرئيسية في الموصل .

الاعلام المتربص أخذ منحى الطائفية المقيتة، وجعل من إقتحام منفذ زرباطية أرض خصبة لترويجها بين أطياف الشعب العراقي، وان هذا الامر انتهاك صارخ للشعب والدولة العراقية، ونسي أن هذه الدولة الجارة هي فقط من فتح الأبواب حينما أغلقها كل العرب! في التصدي لداعش وأخواتها، ولا زالت هذه الدولة تقف معنا، وتحتاج إشارة من الحكومة العراقية لتحارب بالنيابة عنّا .

الرد الإيراني الحكومي جاء صريحاً بالإعتذار من الشعب والحكومة، والزام الحكومة الإيرانية بدفع كل الرسوم المترتبة على الوافدين لتلك الزيارة الذين تجاوزوا المعبر المذكور، وإصدار فتوى بتحريم من يدخل عنوة بدون المرور بالطرق الأصولية، مرفق معه تبرع من الحكومة بمبلغ لمساعدة العراق بتوسيع المنفذ، وجعله يحوي أكبر عدد مع بعض الأعمال من الجانب الايراني، مقابل هذا أعطني دولة عملت في الإرهاب ودمرت في العراق إعتذرت بتصريح حكومي!.

الوافدون من كل الدول المجاورة بإستثناء إيران الذين يعبرون الحدود متجاوزين وبدون تأشيرات اليسوا ارهابيين؟ وقد رأيناهم بالقنوات من خلال الإعترافات وهم أمّا جزار ويحمل سيف ويقطع الرؤوس، وأما انتحاري يفجر نفسه أو بسيارة بين التجمعات في الأماكن العامة، ولم نسمع أو نرى ايرانياً فجر أو فخخ أو عمل مع الإرهاب، واذا كان موجودا فيكاد لا يذكر مقارنة بين الإرهابيين من دول الخليج وعلى رأسهم السعودية .

ربط الكلام لماذا إنخرست الألسن ولم تتكلم؟! بل البعض منهم فرح فرحاً شديداً وميؤيد للفكرة، عندما دخلت تركيا عنوة ومن دون سابق إنذار، مع رفض معظم الشارع العراقي، بإستثناء حزب مسعود بارزاني! بينما إنقلبت الدنيا في دخول الزائرين من منفذ زرباطية للزيارة الأربعينية! اليس هذا الأمر فيه إزدواجية الإنتماء الطائفي أو البغض لطرفٍ دون الآخر؟