كان ياما كان في قديم الزمان ثورات وزلازل وزد عليها بركان، كنا ننعم حينها في وطننا برغد العيش والأمن والأمان، نهضة وتطور وتطاول في البنيان، إلا أنه كالعادة يوجد بيننا من هو محسوب أنه أبن لهذا الوطن يظهر في هذي الازمات ويسدد خنجره في خاصرة الوطن، وبعدما مرت علينا هذي العاصفة دون أن تمسّنا بأذى وعادة المياة لمجاريها عاد إلينا هذا المتلون الجبان يأكل من صحننا، فالمعلم ذهب ينشئ لنا جيل متأثر بفكره الثوري والكاتب يكتب عنا ماليس فينا ويضعف حجتنا والإعلامي يخرجنا للعالم أننا دواعش ورجعيين وغير صالحيين للتعايش مع الغير، وعملاء السفارات جندوا علينا الجاليات العربية وغير العربية وزوروا هويتنا وتاريخنا، وعندما فهمنا مخططهم وأنكشفت لعبتهم القذرة بدأت مرحلة التنبيش والملاحقة، قام البعض بالاعتذار والبعض الاخر لازال يكابر ويتعلل أنها حقبه وأنتهت وأن الإنسان يتغير وتتغير معه أفكاره، فمن أعتذر بعد أن تم فضحه فلا عذراً مقبول له عندنا ومن يتعلل بالتغير فإن الولاء للوطن ليس على المزاج ومن يخون وطنه مرة فلا أمان له، لو أن عاصفة الخريف العربي أقتلعتنا معها لكانوا الليوم أبطال خارقون يعيدون تغريداتهم القديمة ولكن الله لطف بنا.