وصفة سعادة:   

إذا بحثت عن كلمة "سعادة" ستجد مختلف النصائح على الإنترنيت، تأتي من أشخاص لا يعرفون ما يتحدثون عنه، لا تثق بهم!

في الحقيقة..ما الذي يجعلك تثق بي شخصيّا؟!

ثِق بِعُلماء الأعصاب! فقد درسوا طبيعتنا حتّى شابت رؤوسهم وهم شباب، فإذا هم أعطوك نصيحة فلا بدّ من أخذها في عين الإعتبار، و هذه بعضها:

كيف تَحِيد عن الإكتاب:

 في بعض الأحيان تشعر أن عقلك يعمل ضدّ سعادتك، قد تشعر بالذّنب أو العار، لماذا؟

الذنب و العار هما شعوران يُنّشطان المنطقة المسؤولة عن المكافأة في المّخ مروراً بالنُّخاع الشوكي، ورغم الإختلاف الذي يبدو لنا، إلا أن الشعور بالفخر، الخجل و الذنب، كلّها تُنشّط مناطق متقاربة، و يعتبر الفخر أشّد قوّة بين أقرانه، وهذا ما يفسِّر لما هو مُغرٍ الشعور بهذه الأحاسيس بكثرة. 

Image title

تقلق كثيرا؟ لماذا؟..  

على المدى القصير، القلق يُشعر عقلك بتحسّن (على الأقل أنت تفعل شيئا بِخصوص مُشكـلاتك)، ولكن هذه الأحاسيس تعتبر مدمِّرة على المدى الأبعد، ولهذا ينصح علماء الأعصاب بأن تسأل نفسك: ما الذي أنا ممتنّ عليه؟

نعم، الإمتنان..لهوَ شعور رائع، وهو يُأثِر على مخك على مستوى بيولوجي. هل تعرف ما تفعله مُضادّات الإكتئاب؟ إنها تساعد على إفراز "الدوبامين"، وهو الهرمون المسؤول عن السعادة، و كذلك يفعل الإمتنان.

           وقد يقول أحدكم:"ولكنّي غير محظوظ البتّة، فلا أستطيع أن أجد أيّ شيء أشعر بالإمتنان تجاهه"، هنالك أخبار جيّدة، ذلك لا يهّم! ما يهّم هو قيامك بالبحث في المقام الأوّل.

 ولكن ماذا يحدث عندما تشعر بالإكتئاب كلّيا و لا تستطيع التفكير؟!

هناك حلّ! قم بحديد الأشياء السلبية ثمّ تبيّن عن مشاعرك تجاهها، ما الذي تشعره؟..حزن؟ خوف؟ قلق؟ غضب؟

حيث تفيد الدراسة أنّ وسم المشاعر في كلمات يساعد على إفرازات تُسمّى "التفاعلات اللّوزية" للتخفيف عنها، و من جانب آخر فإنّ كَبت المشاعر السلبيّة قد يُؤدي إلى نتائج لا يُحمد عقباها.

   إتّخِذ ذاك القرار!

هل قمت بإتخاذ قرار أزاح عبئا ثقيلا عنك من قبل؟

 يبيّن علم الأعصاب أن إتخاذ القرارات (مختلف القرارات) يقلّل من مستوى الضغط و القلق، ويساعد على حلّ المشاكل.

إتخاذ القرارات يتضمّن إفتعال الحوافز وتحديد الأهداف، هذه الثلاثة جزء من النظام العصبي نفسه للتحفيز الإجابي، و الذي يقلل من مستوى التوتّر و القلق.

إتخاذ قرارت يساعد أيضا على البعد عن الروتين (النظام الآلي) و يغيّر وجهة نظرك إلى ما هو حولك.

 البعض قد يناقش أنّ إتخاذ القرارات قد يكون صعبا، إذاً كيف تتخذها؟..علماء الأعصاب لديهم الحلّ!

قم بإتخاذ قرار يُعتبر 'جيّدا كفاية' للفترة الحالية، لاتُثقل كاهلك بالإختيار الموّفق 100%، كلّنا نعلم أن السعي إلى الكمال يثير توتراً أنت في غنى عنه، مما يودي بِنتائج عكسية. النتيجة هي أنه عندما تقوم أنت بالقرار تجاه هدف محدّد، و تلتزم به، تشعر أفضل من النتائج التي تحصل عليها بدون قرار أو سعي منك.

و هذا ما يفسّر صعوبة جرّ قدميك إلى الصالة الرياضية، فإذا أنت ذهبت لأنك تشعر أنّ عليك الذهاب..إذاً ذلك ليس بالقرار التطوعي، دماغك لا يحصل على جرعة السعادة تلك، يشعر فقط بالقلق و التوتر، وذلك ليس بالطريقة الجيدة لبناء عادة جيدة تجاه ممراسة الرياضة.

         "نحن لا نختار الأشياء التي نحبّ فقط، بل و أيضا نحب ما نختار"

Image title

  أخيرا..

 أنت تشعر بالإمتنان، تُعنون المشاعر السلبية و تقوم بقرارات أكثر، رائع! و لكنك تشعر بالوحدة قليلا، أليس كذلك؟! حسنا، النصيحة الأخيرة من علماء الأعصاب المجانين هؤلاء هي: شارك ما تحصل عليه من سعادة، فبعد  كلّ شيء       'لن تحصل على السعادة الحقيقيّة إلاّ عندما تشاركها'

: المصدر: كتاب  The upward spiral, by Alex Korb