A
AHMED ZAGHLOUL

أحمد زغلول - كاتب - باحث معلم لغة عربية

مدة القراءة: 3 دقائق

الشعاع الصغير وشرطة القمر

Image title   في كل صباح تشرق الشمس من وراء السحب  صفراء ذهبية ، وسط الأشعة الكثيفة سمعت الأشعة ما قاله الشعاع الصغير :

قال الشعاع الصغير:

 لقد مللت الحياة في الشمس وحول الشمس ..

ثم ظل يلف ويطوف وسط إخوته الأشعة الكبار الطويلة التي لا تمتد عبر الأفق ولا تنتهي ، ونظر إلى جسمه قائلا بأسي وحظن :

يا لي من شعاع صغير ، أطلع كل يوم ولا احد يشعر بي ، أطلع  و لا أحد يهتم بي ، ماذا عليّ إن لم أطلع يوما ، فلن يحدث شيئا ، ولن يشعر احد أنني لم أطلع ..الأشعة الكبيرة هي التي تشرق ويحبها الناس .

     كان الشعاع الثاني يستمع إلى كلام أخيه وهو  أطول قليلا ، وكان كلما طلع لسع من يسقط عليه  ، فاندهش مما  سمعه وقال

 ماذ تقول أيها الصغير ?

احذر أيها الشعاع الصغير مما تقول ، ان لم تطلع لعذلتك أمنا الشمس ..

 قال الشعاع الصغير :

 ومن يقول لها ، لقد قررت ان أختفى .

قال الشعاع الثاني :

 يبدو أنك تخرف ، ولا تعي ما تقوله ، نحن نطلع كل يوم، وينتظرنا الناس ، وليس لنا ان نتخذ قرارا مثلما قررت أيها المجنون ..

رد الشعاع الصغير بملل :

 اسكت لقد مللت من هذا الكلام .. دعني وشأني ، ولا تخبر أحد بأنني سأختفي !

قال الشعاع :

سأقول لأمك ..

رد الشعاع الصغير بغضب :

إنك فَتَّان !

 انفلت الشعاع وهرب ، من قرص الشمس الأحمر ، واتجه صوب بحيرة ، وظل يلعب هناك من الصباح حتي المساء ، ولما جاء غروب الشمس ، لم يذهب مع الأشعة الي قرص الشمس بل جلس على شاطئها طفل صغير، كان الطفل الصغير  يبني بيتا من الرمل  ثم يهده ، يخلط الرمل بالماء والقش ويبني ، ويضع اعواد من القش على  باب بيته الرملي ،اقترب الشعاع وقال :

 ما أجمل هذا الطفل ! إنه وحده ، إنه سعيد مسرور وباسم وسعيد

اقترب منه قائلا فأضاء البيت :

 ما أجمل بيتك أيها الطفل !

 انزعج الطفل ، لما وجد بيته قد أضاء فقال مندهشا:

 من الذي أضاء بيتي  ، إن الليل  لم يهبط الليل بعد ، ماذا حدث  ?

 التفت الطفل فوجد شعاع يبتسم فقال بقلق :

  من أنت ? وما الذي جاء بك إلىّ ?

 قال مطمئنا :

 أنا شعاع من الشمس ، لم أغرب إلى أمي قرص الشمس .

قال الطفل :  

ويل لك ! كيف تفعل ذلك ، نحن بالليل فكيف أنت هنا ?

 واستمعت أشعة القمر الفضية حديث الطفل ، فانطلقت مسرعة إلى القمر وأخبرته، تعجب القمر وقال :

ّكيف هذا ?  الشمس والقمر في وقت واحد ، من الذي سمح بهذه الفوضي ?!

 وأصدر أوامره إلى شرطة القمر فأسرعت الخيوط الفضية اللامعة بالقبض علي الشعاع الهارب من الشمس ، كان شعاع الشمس يصرخ :

 اتركوني ...

قالت الشرطة :

 سنردك أيها الهارب إلى أمك ، كي تراك إنها تبحث عنك .

وركب  شعاع الشمس مركبة  شرطة القمر وهي مركبة تشع نورا ، وتشبه  علبة ( التونة المفتتة ) ، كانت تدور ألف لفة في الثانية الواحدة ، وانطلقت إلى أستراليا ،فهناك وقت شروقها ، وكانت المركبة تطير بسرعة . وعند سحابة بيضاء علي حدود أستراليا تركت شرطة القمر شعاع الشمس الهارب ، وقالت :

 انتظر أمك الشمس هنا.

وقف الشعاع حزينا ، فقد كان وحده ، السماء مليئة ، بالسحب البيضاء والسوداء ، خاف الشعاع من اشكلاها المرعبة ، اقتربت سحابة بيضاء من الشعاع الحزين ، وقالت :

 ما الذي جاء لك إلى هنا ؟ يحب أن ترحل..

قال : أنتظر أمي الشمس..

ردت وهي تجري :

 ابتعدت أمك لن تأتي الآن ، الغيوم مثغيرة وسوف تمطر ثلجا . ابتعد وإلا مُت ..

لم يعرف الشعاع كيف يختبئ ، وبدأ البرق يرسل اللمعة الأولى ، وقبل أن ينطلق لملمح الشعاع ، فخفطه وقال :

 أأنت هنا وأمك تبحث عنك ؟!

ثم ألقاه بعيدا عن السحب..

فأسرعت شرطة البرق ونقلته إلى الشمس المختفية خلف السحب ..

حضنته أمه الشمس ، وقالت له :

 لِمَ تركتنا ؟!

 نحن معا، ونحبك ، وسأجعلك الشعاع الأول الذي تشرق الآن ، فرحت الاشعة بأخيهم الصغير ..

وبعد أن انتهي البرق ،أفسحت الأشعة الكبيرة لأخيهم الصغير فأشرق ثم أشرقت باقي الأشعة ..

كان الشعاع الصغير مسرور وسعيد ، وقال :

هذا أسعد يوم في حياتي ..

A
AHMED ZAGHLOUL

أحمد زغلول - كاتب - باحث معلم لغة عربية

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات