مَن يتعهّد الأولاد.. ليفكّروا ويبدِعوا

    أنا وردة من بين ملايين الورود تبحث في هذا العالم عمّا في داخلها .. عن شمس أشرقت في يومها فأحرقت دمعة عينها، عن ليلٍ أبى أن ينتهي، أشعل في قلبها ضجيج الصمت والكبرياء ..


    سماء زرقاء احمرّت عند غروبها، ألا يشبه ذلك الوصف عينيكِ الجميلتين الزرقاوين اللتين احمرّتا عند غروب السلام والأمان والعاطفة عن قلبها لتجعل أنفاسها تتصاعد كتصاعد روحٍ إلى السماء.

    أنا الوردة التي تبحث عن كل شيء تلاشى دون الشعور بقيمة وجوده لأسأل .. ألا تعلمون من أنا بعد؟ ألا تعلمون مَن هذه الوردة؟

    أنا وردة مزهرة، وسأظل أزهر رغم كبريائي الذي خيّب ظني ولو للحظات قصيرة .. ودموعي التي أرغمتها على عدم السقوط إلا أنها أيضا خيبت ظني وسقطت، "ورغم كل خيبات الأمل والظنون" سأظل أزهر.

    فهناك مَن اهتم بسقيا هذه الوردة لتزهر في إشراقةٍ صباحيةٍ جديدة، وتمضي وتسير فيما تميل إليه وتبحث عن نفسها وتحقق ذاتها أهدي إليه تلك الكلمات، وأقول: شكرًا لإنارة هذه الشعلة في داخلي، نعم شعلة، أتعلمون لماذا سميتها شعلة؟! لأن الشعلة قطعة مشتعلة من النار تحمل إلى مسافات بعيدة من مكان لآخر دون أن تنطفئ رمزًا لامتداد الكفاح واستمرار العمل.

    لذا سأحمل معي هذه الشعلة المنيرة دون أن تنطفئ، وستستمر كتابتي في كل مكان وزمان كرمز على إصراري وامتداد كفاحي.

    وأفخر بتقديم أولَى محاولاتي وأحرفي المنثورة إلى مَن سقاني وجعلني أُزهِر، أ.محمّد نوري.