الإعلام رسالة تعمل علي إقامة بنيان مجتمع العدل والانسانية ،وهو إنعكاس لحالة الدولة ،فالاعلام الوطني يساهم في تحصين المجتمع ضد حالات التغريب التي تأخذ الوطن إلي حيث الفتنة أو الفوضي أو التسطيح... هذه المقدمة تدعونا للتساؤل عن برامج "المقالب" وهدفها وتأثيرها علي المجتمع برمته؟؟ هل أدرك القائمون علي هذه النوعية من البرامج أنها ذات تأثير خطير علي أطفالنا بما يصيبهم بأنواع شتي من الامراض التي يمكن أن تصل إلي صعوبة أو إستحالة علاجها. هكذا تسألت دكتورة هالة عثمان مبينه أن مثل هذه البرامج جريمة ضد الوطن.
هل أدرك صناع هذه البرامج ما احتوته من مشاهد الصراخ والالفاظ التي يرفض كل مواطن أن تقتحم بيته بهذه الفجاجة ،فالصراخ هو صورة قبيحة والالفاظ "الساقطة" ليست من الاعلام وليست من الفضيلة التي نسعي لأن تكون عنوانا لمجتمعنا، خاصة أن بعضا من علماء الازهر الشريف قد أفتوا بحرمة هذه البرامج لانها تعتمد علي الكذب وإثارة الفزع.
كما طالب الإعلامي تامر أمين، بوقف برامج المقالب التي تذاع على الفضائيات واصفاً إياها ببرامج إرهاب المشاهدين وليست مقالب. وأضاف، لو الضيوف يعلمون أن تلك البرامج مجرد تمثيلية فيعتبر ذلك كذب وتضليل، ولو كان صدق فليس هناك أي داع لتلك البرامج وليس هناك أية متعة.
طالب النائب مصطفى بكرى، بوقف برامج المقالب التى تذاع على الفضائيات فورًا بسبب تأثيرها الضار على المواطنين، موضحاً فى طلب إحاطة تقدم به لرئيس الحكومة ووزير الاستثمار أن بعض القنوات الفضائية تقوم بإذاعة برامج مخادعة على هيئة مقالب من شأنها الإضرار بسمعة المجتمع، وبعض الرموز الفنية والشخصيات العامة، وغيرها بهدف تحقيق مكاسب مالية وإعلانية رخيصة على حساب سمعة الوطن والمواطنين.
وأوضح بكرى أن الجهات الرقابية المسئولة عن مراجعة المنتج التليفزيونى كان عليها عدم السماح بإذاعة هذه البرامج. وأضاف أن هناك برنامجاً من تلك البرامج يقدم دعاية مجانية لتنظيم داعش الإرهابى، ويروج لأفعاله الإجرامية ويقدمها فى قالب هدفه نشر ثقافة “داعش” ونقلها إلى الشارع المصرى، وتقديم نموذج أفعالها الإجرامية وكأنها أمر طبيعى – بحسب طلب الإحاطة. مشيرًا إلى أن البرنامج يهدف إلى إحداث حالة من التطبيع بين التنظيم الإرهابى والمشاهدين.
وأشار إلى أن كل ذلك يحدث مقابل المال والمكاسب والإعلانات، مطالباً الحكومة بوقف هذا النوع من البرامج لتأثيرها الضار على المواطنين.
قال الإعلامي جمال الشاعر، إن برامج المقالب قديما مثل الكاميرا الخفية رغم قلة إمكانياتها مقارنة بالبرامج التي تعرض حاليا مثل برامج رامز جلال، إلا أنها كانت مدهشة.
وأضاف "الشاعر"، خلال حواره ببرنامج "صباح الورد" المذاع عبر فضائية TeN أنه ضد برامج المقالب التي تصيب الضيوف بالرعب، وتهينهم، حيث أن الاحترام شىء ضروري حتى لو كان برنامج مقالب.
قبول الفنانون لهذه البرامج يمثل إنهيار قيميا لدي مشاهديهم عندما تدرك الجماهير أن ذلك من أجل المال، فيصدرون صورة سلبية بغيضة عن المجتمع . هي ليست من الإعلام ورسالته وليست من فضائل الشهر الكريم وسماحته.
في تسعينيات القرن العشرين، تولى الممثل الكوميدي إبراهيم نصر مهمة إعداد وتقديم البرنامج بعدة مواسم، وتنفيذ المقالب بالتنكّر بشخصيات مختلفة؛ منها شخصية امرأة بدينة اسمها “زكية زكريا”، وشخصية رجل صعيدي اسمه “غباشي النقراشي”. وكان له موسم مميز من إنتاج تلفزيون دبي اسمه “هيما شو” (2011)، قدّمه أمام جمهور في الاستديو.
ونذكر الفنانين أمثال "فؤاد المهندس" "محمود الجندى" و''اسماعيل يسري'' و''محمد جبر'' وماجد المصرى ونشوة مصطفى حسين الإمام حيث رد فعل المواطن العادي على ''المقلب''. لكن مع تقدم الأعوام تحول الشارع كمكان يُقام فيه ''المقلب''، إلى أستوديو مُجهز، سواء كان منزل أو غيره، والضيوف من أناس عاديين في الشارع إلى نجوم. أما تكلفة البرنامج في الماضي فلم تكن ضخمة مثلم يحدث الأن فى برامج رامز جلال وهانى رمزى.
وقد أرجع عدد من النقاد أسباب الفرق الشاسع بين برامج المقالب الحالية والأخرى التي كانت في عصر الثمانيينات إلى أن الشركة المنتجة هى التي تتحكم في ذلك، فكان مثلا برنامج فؤاد المهندس من إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التي تعتمد على تقديم مادة إعلامية مرحة تعتمد على الضحك دون استعمال الألفاظ الخارجة، في حين أن برامج المقالب الحالية تعتمد على الألفاظ الخارجة لأنها هى الطريقة الوحيدة التي أصبحت تجذب المشاهدين في ظل تنوع وتطور وسائل الاتصال الاجتماعي.
وأضاف الناقد الفنى ''طارق الشناوى'' أن برامج زمان كانت ناجحة رغم أن تكاليف إنتاجها كانت قليلة مقارنة بالحالية، فـ''زكية زكريا'' على سبيل المثال، صُنعت في الأسواق فيما بعد على شكل دمية تُباع، وظهر منها نص مسرحي يقدمه ''نصر''، وهذا دليل آخر على النجاح على حد قوله، كما أن ''إفيهات'' الشخصية لازالت عالقة في قلوب الناس إلى الآن.
كما أصدرت مستشفى الصحة النفسية في مصر بيان يتهم فيه برامج المقالب بالتحريض على العنف والبلطجة والتنمر وورد في البيان:"لاحظنا بإهتمام برامج العنف الكوميدى ووجدنا أن هذه البرامج تحمل كثيرا من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للأخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج، وبما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية، التي يجب أن يتعامل الناس بها، مع بعضهم
وتابع:"مما يعد إستهانة بالقيم الإنسانية، وخطورة شديدة من نشر تلك السلوكيات المرضية، وما تتضمنه من التلذذ بتعذيب الأخرين والحط من كرامتهم الإنسانية، وهذا ما نراه يمثل خطرا وشيكا وتهديدا على الصحة النفسية للمواطن المصري، ومشاهدي البرنامج، كبارا وصغارا .وأشارالبيان إلى "وجود تهديد محتمل على الصحة النفسية للطفل، حيث إن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وليس بالأوامر.
وأضاف وائل الإبراشي،الإعلامى الشهير، خلال برنامجه "التاسعة"، المُذاع على القناة الأولى المصرية، مساء السبت، أن هناك برامج مقالب مثل الكاميرا الخفية كانت تختبر تلقائية وعفوية المواطنين، ولم تكن تهنيهم، معقبًا: "قبول البعض للإهانة بهذا الشكل من أجل الأموال شيء مؤسف، ويجب أن يتوقف".