لم تُبذل في الماضي جهود لتوفير السعادة العائلية بقدر ما تبذل اليوم. وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكن شراؤه اليوم بثمن زهيد جداً هو شراء كتاب تقدم فيه النصيحة نحو زواج سعيد، أو بناء أسرة، أو تربية الأطفال . قال الله تعالى في سورة الرّوم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.[٧] قال الله تعالى في النّجم: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}. ويعدّ الحثّ على الزّواج في الإسلام والتّرغيب فيه وتسهيل أسبابه طاعة لله تعالى ولرسوله –صلّى الله عليه وسلّم- وحفاظًا على غضّ البصر وحفظ الفرج وصيانة للأعراض والأنساب وتحقيق الطّمأنينة القلبيّة والرّاحة النّفسيّة وإلى غير ذلك من الفوائد العظيمة، وهذه آيات قرآنية عن الزواج.
الله نفسه هو الذي أسس شريعة الزواج منذ آدم وحواء.فعندما خلق الله العالم رأى كل شيء في الجنة حسناً ما عدا وجود آدم وحده " : لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَه"((تكوين ٢: ١٨). وأُخذت حواء منه،
فالزوج وزوجته هما جسد واحد، فكل ما يفعله الزوج لإسعاد زوجته سيعود إليه في صورة بركة، "مَنْ يُحِبُّ ٱمْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ" (أف ٥: ٢٨)
هل سمعتم يوماً تفسير كلمة زوج؟ إنها تعني حرفياً رباط البيت ودعامته، أي كمن يبقيه متماسكاً. لذلك فهناك رجال متزوجون، ولكنهم ليسوا أزواجاً بمعنى الكلمة، لأنهم ليسوا دعائم البيت. فالزوج يمسك البيت معاً بما يقدمه لزوجته من خدمة جسدية وروحية».لقد جعل الله لآدم زوجة كي تكون معينة له. والمعنى الأصلي لكلمة "معين" هو الإحاطة، فالزوجة هي التي تحيط زوجها بالمحبة والمشاركة واللطف.
ومعنى كلمة زوجة في اللغة الإنجليزية: الناسجة أو الحائكة. فالزوج في خدمته الروحية يقدم لزوجته النعم الغنية والبركات التي تحيكها بدورها في نسيج الحياة الزوجية بما يؤدي إلى فرح الأسرة كلها ، وبذلك لا يأخذ الزوج ما يعطيه فقط، بل يأخذه مزيداً، من الحب الصافى والإهتمام. فكل حبة من حبات الرحمة والمودة الروحية يعطيها الزوج لزوجته تتزايد، وتعود إليه مضاعفة. حين أخذ الله حواء من جسد آدم أخذها ضلعاً صغيراً ثم أعادها إليه في صورة مضاعفة من الأيدي الخادمة، والعيون المتطلعة إليه بشغف، والأقدام التي تتبعه أينما ذهب، والعقل الذي يشاركه التفكير والتدبير، والآذان التي تصغى إلى كل كلمة يقولها ... جسم كامل حي، ونفس تحبه... وهكذا وما زال الله يُكثر للرجل ما يأخذه منه. وأيضاً كما تكون الأسرة يكون المجتمع. فالأسرة هي الوحدة الأساسية للحياة الإجتماعية.
وذات مرة قال زوج بحدة لزوجته: أنا هنا الرئيس، أليس كذلك؟ فقالت الزوجة: إن كان الرجل هو رأس البيت فالمرأة هي العنق التي تدير الرأس. ولعل هنالك بعض الحكمة في هذه الكلمة الأخيرة، فيقيناً إن وراء كل رجل فاضل امرأة أفضل.
والبيوت التي ترأسها الزوجة توفرت السعادة في ٤٧٪ منها، والبيوت التي يرأسها الرجل توفرت السعادة في ٦١٪ منها، والبيوت التي اشترك الزوجان في قيادتها توفرت السعادة في ٨٧٪ منها. الأمر الجوهري ليس هو أن تكون المرأة خاضعة للرجل، ولا أن يكون الرجل خاضعاً للمرأة، بل أن يكون الاثنان خاضعين لله،
ليس الزواج أن تجد الشخص المناسب، بل أن تصير أنت الشخص المناسب. إن مشكلة الكثيرين هذه الأيام هي أنهم يبدأون حياتهم الزوجية على اعتبار أنها حياة يمكن إنهاؤها، أما الكلمات التي تعهدوا أن يعملوا بموجبها عند الزواج بأن لا شيء يفصلهما إلا الموت، أصبحت كلمات جوفاء لا معنى لها في حياتهم.
الزواج ليس سجناً أو أسراً، بل حياة شركة. فأنت تتزوج لا لتحصل على شيء بل لتعطي . ولذا وجب أن يكون البيت أسعد مكان في العالم للزوج والزوجة. إنه المرفأ للراحة والسلام والحصن في وجه الطمع والأنانية. إنه مكان تجديد القوة الجسدية لا بل هو أحسن مكان للراحة النفسية والسعادة الحقة.
أيها الأزواج، أحبوا زوجاتكم ولا تكونوا قساة عليهن. لا تسمحوا لهذه القساوة أن تزحف إلى البيت السعيد في وسط المشغوليات الكثيرة. اعتبر زوجتك كنزاً وهبك إياه الله. أحبِّها، أكرمها، اعترف بمواهبها، قدّر جهودها، احترم مشاعرها.عبر بحنو وإخلاص عن حبك لها كل يوم بأي شكل من الأشكال.
.
إن هذا الفيتامين اليومي المشجع سوف يجعل من حياتك الزوجية مكافأة أكبر لزوجتك ولك. والعبارة الشاعرية التي يرددها الناس أحياناً والتي تقول": الحب وحده يكفي" تبالغ في تقدير الناحية العاطفية للزواج، وتعمي عيون المحبين عن رؤية الحقيقة الواقعية وهي أن الحياة الزوجية ليست كلها ترديد قصائد الشعر والحب والإغراق في الأحلام الوردية، ولكنها جهاد وصراع وكفاح، وإذا كان الحب هشاً ولا يستطيع أن يواجه صعوبات الحياة ومشكلاتها التي لا بد أن تحدث، فلن يدوم هذا الحب طويلاً، وسوف يتبخر أمام أقل خلاف أو سوء فهم أو عند أية محنة تصيب العائلة.
وسنمائيا تجد سينما الأبيض والأسود تعود لترفض فكرة الزواج الثاني بشكل غير مباشر، حيث تقدم الزوجة الثانية في شكل امرأة لعوب تستغل طيبة وأموال زوجها، وينتهي الفيلم لمصلحة الزوجة الأولى التي عانت بسبب هذا الزواج كثيرا.
فترى فى فيلم "الزوجة الثانية" ،من خلال الزواج الثاني المدفوع بالرغبة في امتلاك الفلاحة الجميلة مع الرغبة في الولد،، نرى انتقام الزوجة الثانية التي تعرضت للقهر والظلم وإجبار زوجها على الانفصال عنها، مما يعتبر طلاقا غير شرعيا، وبالتالي استمرت في علاقتها بزوجها الأول شكري سرحان، أما الزوجة الأولى سناء جميل فعاشت كابوسا لم تتخيله في حياتها، حيث باتت سعاد حسني “أم الولد”.
وفى فيلم نساء محرمات يضع السبب الأول والجوهري هو “الولد”. وفي هذا الفيلم كان أضلاع الزواج الثلاثة، الزوج والزوجة الأولى والثانية، على علم وتقبل للأمر الواقع، حيث أن نية الزوج والزوجة الأولى صادقة تماما، بينما الزوجة الثانية هدى سلطان تبحث عن المال ورجل يتكفل بها وبابنتها بعد وفاة زوجها.
لكن فى "أغلى من حياتي.. الزواج الثاني هنا لا ينتج عن شهوة أو رغبة في الذرية، بل هو تحقيق لحلم الحب الأول. وهنا يبدو أن سينما الأبيض والأسود انتصرت للزواج الثاني السري، ولكن فعليا هي تنتصر للحب الأول. أما في السينما الحديثة أو الأفلام الملونة تختلف الأسباب من مجتمع لآخر، وهناك ثلاث نماذج للزواج الثاني ما بين السينما الخليجية والجزائرية والمصرية وجدة.. عن العشق والهوى.. الجميع ضحايا الحب
في الألفية الثالثة يقدم تامر حبيب سببا آخر للزواج الثاني، وهو الحب ولكنه ليس الحب القديم بل الحب الأخير في حياة البطل: لأنه في الزيجة الأولى كان مجبرا على الاختيار، فكانت الزوجة الأولى بشرى محاولته للهرب من الحب الأول منى زكي.
من أكثر المجتمعات العربية التي تعاني حاليا من مشاكل الزواج الثاني هو المجتمع الجزائري نتيجة قانون الأسرة الذي يحظر الزواج أو التعدد، ويشترط إذن الزوجة الأولى كشرط جوهري لإتمام الزواج الثاني، ورغم أن جوهر هذا القانون هو الحفاظ على حقوق الزوجة الأولى وخفض نسبة الزيجة الثانية، لكن على أرض الواقع زاد هذا القانون من الزواج العرفي والسري الذي يفرط في حق الزوجة الثانية وأبنائها، وتعيش الجزائر حاليا في جدلية الزوجة الثانية الموجودة في الواقع، والمرفوضة في الوثائق الحكومية.