لا أعلم عن سببٍ أكتبه لليوم الخميس الموافق لـ 7/7/1441ه إلا إعادة بشكلٍ وآخر عن وفاة أخرى في يوم وفاة خالي والأخ الأكبر لأمي رحمة الله عليهم أجمعين، الأمر المؤكد أنني أمرّ على ثالث وفاة بعد جدي وجدتي واليوم خالي تصادف وفاتهم جميعاً في هذا الشهر الفضيل.

بقلبٍ مؤمن مطمئن أسلمته لرب الخلق عز في علاه أنعى خالي الذي كنت مقصراً في زيارته هو والكثيرين من أقربائي لأسبابٍ تمنعني أحياناً حتى من أمورٍ خاصة بي أضطر لتأجيلها المرّة تلو الأخرى فيطويها النسيان ولا أصحو بعدها إلا وقد مضت وانتهت.

رغماً عن كل شيء ورغماً عن الرماد الجاثم فوق التقصير تبقى جذوة المودة والحب له ولكل قريب لي متقدة لا يعلم حجمها وسرّها إلا الله وحدة.

القليل الكثير من حبيب أمي:

رُزق خالي بعطاء كثير رأس ماله الأول صلة الرحم فهو من المشهود لهم بذلك خاصةً لأبيه وأمه وأعمامه وعماته وأشقاءه ولعمري أنها فضل من الله يؤتيه من يشاء فالحمد لله.

كان رجلاً عصامياً بحق وكان ممن كُتب له أن يكون معلماً لأجيالٍ تلتها أجيال حتى تقاعده وكان يمتلك سمعةً حسنة تطوف به بين معارفه وذاك أيضاً فضل من الله فالحمد لله.

كل هذا كان جانباً حسناً وكبيراً أما الجانب الآخر الذي يجعلني حريصاً أكثر على تخليد ذكراه بقلمي هو حُب أمي الجم له رحمهم الله، تكاد تصرفاتها ومشاعرها وكل ما يخصها الشيء الذي لم يستطع النسيان أن يطويه من ذهني فكيف بمشاعر أخت تجاه أخيها فقد كانت تراه الشمس في وضح النهار وقمراً بدرياً عندما يضرب الليل كل ليلة بأطنابه، لم ولن أنسى تلك المشاعر ما حييت.

اللهم أُشهدك أنها كانت تحبه فيك فاكتب لحبيبتي اللقاء بحبيبها في جنتك.

اللهم احشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء واجعلهم ممن يردون حوض نبيك صلى الله عليه وسلم ويشربون منه شربةً لا يظمئون بعدها أبدها.

اللهم آنس وحشتهم في قبورهم واجعلها لهم روضة من رياض الجنة واجمعهم في الفردوس الأعلى من الجنة.

هنيئاً لك يا خالي خاتمةً كُتب لك أن تكون في هذا الشهر الفضيل والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


أرجو من العلي القدير أن تكون هذه الكلمات البسيطة في حقه سبباً عند كل من يمر ويقرأها في الدعاء له بالمغفرة والرحمة والنجاة من النار.

@arifalhaisoni