هي سنة الله في الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا ، من تكبّر وتجبّر وطغى وبغى فالنهاية والخاتمة لن تعدوا عن كونها إحدى النهايات التي سمعنا عنها في التاريخ الغابر ، أو عاصرناها في هذه الأيام ، كيف انتهى فرعون والنمرود وغيرهم من الطغاة، كيف انتهى فراعنة العصر الحديث ممن كادوا للإسلام واستعبدوا شعوبهم وساموهم سوء الاضطهاد والخيانة والغدر، أما النهايات القريبة جداً ففيها من العبر والدروس الكثير الكثير؛ وويلٌ لمن لم يتعظ بغيره ولم يستفد من المشهد الذي تأبى الشعوب الثائرة إلا أن تكرره بنهايات مختلفة تتناسب طرداً مع حجم الظلم والقهر والعسف الذي مارسه فراعنة العصر الحديث ، ورغم ماوصلوا إليه من مكانة موهومة يدفعهم إليها جنون العظمة والبطانة الفاسدة التي تسعى لألوهية الفرد وخلود الملك والحكم، فما ذلك إلا مجرد وهم وخيال مريض ، بينما هم في الحقيقة يشبهون أحجار الدومينو فعندما يسقط أولهم يجر خلفه باقي الأحجار، فهاهي الأحداث التي بدأت يوم موت البوعزيزي في تونس لم تكد تكتمل إلا وقد تهاوى كيان ثلاثة ممن ظنوا وظن أتباعهم أنهم لن يسقطوا إلا وقد ورثوا الحكم لأبنائهم أو سلموها لأشباههم بعد أن يموتوا بشكل طبيعي وتقام لهم الجنائز الملكية ، ولكن الله سبحانه له القول الفصل والحكم الأخير في كيف ينتهي الطغاة …. طريداً وحيداً …أم خلف القضبان حبيساً ذليلاً… أم قتيلاً في جحور الجرذان …. وسيفرح المؤمنون بإذن الله برؤية نهاية باقي الطغاة النهاية التي يستحقونها جزاءاً وفاقاً، وماذلك على الله بعزيز ، وماذلك اليوم عنا ببعيد بإذن الله تعالى ، وإن غداً لناظره لقريب.



27-10-2011