يحلم الإنسان بأن تظل هامته مرفوعة ، ويناضل من أجل ألا تنحني أمام سوط الخوف وإشتداد الحاجة والوضع الإقتصادي الذي أضني جسده ، الكرامة تشعر المرء بالفخر والعلو والسمو وترفع من شأنه بين بني وطنه وأمام الآخرين من الدول الآخري ، يفرح المرء بنفسه عندما يحافظ علي كرامته وكرامة أهله وناسه وأحبائه وجيرانه ، علي الجانب الآخر تسقط الكرامة عند التفكير في المادة وسبل الحصول عليها وتغليب المصلحة الخاصة علي العامة ، وعندما تتلون الأنفس مثل الثعابين وتعقد الإتفاقيات مع الشيطان وتخرس الألسنة عن الحقيقة وتتألق في التصفيق والشهادة الزور والتأييد الأعمي ، وتبطش الأيدي بغير وجه حق وتتحرك الأرجل نحو الهاوية وطريق الخراب والدمار ورسم المؤامرات والخطط الجهمنية ومساعدة الظالمين في تفريغ براميل البترول فوق رؤوس الفقراء والمساكين والبسطاء والمهمشين وفتح الحرائق في الأجساد الواهنة ، ونتحسر علي إنسانية إنسان كان يوما إنسان ، كرم الله تعالي الإنسان ووضعه في مرتبة لا تقارن مع غيره من المخلوقات ولكن تأبي طائفة من الناس إلا وأن تسوق عامة البشر مثل الحيوانات وضغطهم في سبيل المشي جنب الحيطان والتوغل بداخلها والقفز فوقها وتنفيذ الأوامر المجحفة ، وأن يسيروا كالقطيع في صفوف متساوية نهايتها خط الندامة التي توصل للهاوية الواحد تلو الآخر ولا يحرم أحدا من المصير المحتوم ويأخذ حظه ونصيبه في الموت علي ظهر الحياة ، الكرامة للجميع فمن يظن أنه كرامته وصلت عنان السماء والآخرين منكسي رؤوسهم فالتفريق والآنا والتشتيت هي مقدمة إنكساره هو في الأساس وذلك بالبعد عن الإتحاد والوقوف في وجه الرياح العاتية وجمح جذور الظلم والظالمين ، ما أجمل أن تعلو كرامة المجتمع أجمع ، الإحترام والتقدير والمعاملة المثلي وترك الطيور الحالمة ترفرف بحرية تامة في عالم خال من الحروب والإقتتلال وهدم المبان والأشجار وقطع المياه وتجويع الكائنات هي أقصي الأمنيات والأمل في الغد المشرق والمستقبل الأفضل لنا وللأجيال القادمة .......