كانت كنور يضيء ليلتي، ما إن غابت عني حتى تمزقتُ، رغم أن وجودها كان مصدر سعادتي، تركتها تضيع من بيت يدي، فلم أحرك ساكنا...
في تلك الليلة السائدة، جاءت عندي لتخبرني عن حبها الكبير لي، عن مشاعرها تُجاهي، فتلقّت صدمة أنني لا أبادلها شيء، كانت صديقة وأخت قط، كانت كصاعقة بالنسبة لها، ما كان يجدر بي أن أتلاعب بها وبمشاعرها..
كانت صديقتي التي تضمد جُرحاتي، وتسكب من إناء الشفاء ما قد يداويني، كانت كخيالٕ يرافقني أينما حللت..
سكر حياتي، أجل هكذا كنتُ أناديها دائما، لأنها كانت كل شيء بهيج في حياتي، لم أعرف طعم الوحدة إلا من بعدها، لم أعرف قيمة وجودها إلا عند ضياعها من بين يدي، كانت الحياة تزهو معها، لكن الآن غابت عني، يا ليتها فقط غابت، لكنها تركت العالم أيضا وتركتني أكابد وحدي، لم أكن أعرف أنها كانت مصابة بسرطان الدم إلا عندما توفيت، أتعرف حجم الآلام التي جمدت قلبي، وغليل الحسرة التي أُلحقت بي، ولا أنين الفراق الذي هلكني، ما عدتُ أنا هو أنا، قد مت من بعدها، غدوت جسم بلا روح، ولا نبض ينبض، ما كنتُ رفيق دربها، ولا حبيب قلبها، ولا حتي مؤنس مرضها ووجعها، لكنني كنت أكبر ألم بحياتها..
لم يا سكر ؟ لم حصل كل هذا ؟
لم أرَ وجعك في عينيك هذه المرة، لم أقرأ نظراتك المليئة بالحزن هذه المرة، لم أعرف طعم الحب إلا عند فراقك، اعتدتكِ، فلم ألاحظ أنني أحببتكِ دون أن أشعر، أحببتكِ بعد أن تركتني، صدقتِ حين قلتِ أننا لا نعرف قيمة ما لدينا إلا حين يضيع منا