لِيبِيا وَأَفَاق النُّهُوض الاقْتِصَادِيّ مِن هُبُوطِ سِعْرِ النَّفْط الأمريكِيّ
نرى اليوم ما يحدث وبامتياز من هبوط سعر النفط الأمريكي، ولكن ما يحدث هو حدثا تاريخيا لم يسبق له حدوث منذ نشأة الصناعة النفطية، ولنربطها بأفاق النهوض الاقتصادي الليبي مما لا يمكن مقارنتها بأي مثيل أبان النظام السياسي الليبي السابق.
وصناعة النفط في ليبيا تعتبر من الموارد الأساسية في الدولة الليبية، وليزال مورد النفط الليبي حتى اليوم المورد الأهم في البلاد منذ استكشافه لأول مرة على الأراضي الليبية، ثروة نفطية كانت سببا في التحول الاقتصادي عبر السينين الماضية.
وتأثرت البلاد من صناعة النفط الليبي سلبا وأجابا، ولكن كان أيضا مصدر تخلف المجتمع الليبي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا عندما اتجهت الدولة الليبية بأنظمتها السياسية الماضية في اتجاهات التسلح لتصبح اكبر ترسانة أسلحة في القارة الأفريقية الممولة بموارد النفط الليبي.
ومنذ اندلاع أحداث الحرب الأهلية والصراعات السياسية والعسكرية والمليشيات المسلحة في البلاد، تأثر أعمال الانتهاج والتصدير وخرجت معظم الشريكات النفطية العاملة في مجلات التنقيب والانتهاج والصيانة التي كانت أساس اقتصاد يحقق مصلحة المجموع ومصلحة الفرد دون النظرة إلى الجهوية والحزبية والطائفية والعرقية والقبائلية الليبية.
وفي البداية نرى جهات عالمية تم المباشرة بالتداول في الأسواق الأسيوية الذي بدأت أسعار النفط الأمريكي بالهبوط التدريجي وصولا بعد عدة أيام إلى عشرة دولارا للبرميل الواحد بعد أن ابتدأت التعاملات بحدود 18 دولار للبرميل الواحد.
والبعض يعارض انخفاض أسعار النفط الأمريكي لأنه قد يسبب المزيد من التكاسل للحكومات الليبية وقف الحرب القائمة اليوم عن تطوير اقتصاد الدولة الليبية، مما يشجع على الفساد لعدم وجود استقرار سياسي والرقابة على القطاع النفطي الصناعي ويمنع جذب استثمارات اقتصادية مهمة ومختلفة.
لكن النفط الإشارة المعتمدة عالميا لأغراض تسعير أنواع معينة من النفط في العالم وخاصة تلك المتجهة إلى الأشواق الأمريكية ويمثل نفطا خفيفا 37- 42 ويحتوي على كبريتي وشوائب مخفضة وتنتح في ولايات تكساس ولويزيانا وشمال داكوتا.
ومن هذا المنطلق تتوافر أنواع عدة من الخصائص النوعية واهم سمتين للنفط في الكثافة ونسبة الكبريت، وأما الكثافة تتفاوت ما بين الخفيف تقل حفيف والثقيل ثقل مرتفع، ومقياس الثقل النوعي للنفط وضعه معهد البترول الأمريكي فهو وحدة قياس تقارن ما بين النفط الخام والخفيف والثقيل بالمقارنة مع الماء.
وسعر النفط الخام الخفيف والحلو عادة ما يكون أعلى من سعر الخام الثقيل والحامض، ويعود سبب ذلك إلى آن البنزين والمازوت، اللذين يباعان بشكل عام بسعر مرتفع بالمقارنة مع زيت النفط المتبقي والمنتجات الأخرى المتدنية الجودة.
لكن ليبيا تفوق احتياطاتها النفطية في القارة الأفريقية وتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول تقدر 46.4 مليار برميل إذا استمرت في إنتاج النفط باستكشافات آبار نفط جديدة، فتكاليف إنتاج النفط الليبي اليوم يصل إلى اقل من دولار للبرميل الواحد.
يبد أن وجود سياسة داخلية غير صادقة مما تؤدي إلى عدم استقرار الدولة الليبية في حروب أهلية وحروب على الإرهاب في الوقت الراهن، والذي يعمل على منع دخول ليبيا المعترك الدولي من إنتاج النفط الليبي ذي الجودة العالية.
وعند بوشر النفط بالتداول في سوق نيويورك استمرت الأسعار بانحدار شديد وصلت إلى خمسة دولارات من ثم إلى بعض سنتات لغاية غلق الأسواق، هبوط إلى سالب 37 دور، والسالب يعني استعداد البائع لان يسلم النفط للمشتري بالإضافة إلى مبلغ من المال لضمان التخلص من النفط المنتج لعدم توفر الخزين وتجنب كلف الإيقاف.
ليبيا بلد نفطي تمكن من بعد الثورة الشعبية أزاحت النظام السابق والقضاء على استعمال النفط ومصادر النفط في الأعمال الإرهابية الدولية وتأجيج الفتن بين الدول العربية والإسلامية والإفريقية، ولكن الحرية السياسية غاية عن الوجود بسبب الاقتتال الداخلي والنزعات بين أفراد المجتمع الليبي الواحد.
وحتى تعود البلاد إلى الأمن الداخلي والاستقرار السياسي والعسكري ما أقرتها الثورة الشعبية الليبية من مبادئ أساسها الدستورية الشرعية والديمقراطية المدنية كأس سياسي يعمل على تحقيق مصلحة الشعب الليبي بالنهوض مرة أخرى باقتصاد ليبيا أمام المجتمع الدولي.
بقلم / رمزي حليم مفراكس