من أهم الاسباب التي دفعت الاتراك الى مد يد التفاهم والتطبيع مع بشار الاسد وبعد رفضه للتقارب مع تركيا , قام الاتراك بالانقلاب عليه ؛ ازمة السوريين اللاجئين في تركيا , فقد ضاق الاتراك ذرعا بالسوريين , ولم يستطع الاقتصاد التركي تحمل تبعات وجود السوريين في تركيا ومزاحمتهم للأتراك وتنافسهم مع ابناء البلد على فرص العمل , وما ان سقط النظام البعثي في سوريا حتى راحت تركيا تشجع السوريين وتدفعهم نحو الرجوع الى سوريا والعودة الى مدنهم ؛ على الرغم من الاواصر المذهبية والطائفية والسياسية التي تجمع بين الاتراك واللاجئين السوريين .
ومن الواضح ان الجالية السورية في العراق تعد من اكبر الجاليات ان لم تكن اكبرها ؛ واغلبهم ان لم نقل كلهم من الطائفة السنية , وجلهم من المناطق الخاضعة تحت سيطرة الارهابيين او التي تعتبر من حواضن الارهاب والتعصب الطائفي ؛ فضلا عن ثقافتهم الخاصة والتي تتقاطع مع ثقافة ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ ولديهم ارتباطات بالشخصيات والحركات السورية الطائفية والتكفيرية والارهابية , وبعد سقوط نظام بشار الاسد ؛ حذر الكثير من الباحثين ورجال الامن والسياسيين من تداعيات المرحلة السياسية الراهنة والحالة السورية المضطربة ؛ وقد بانت بوادر هذه المرحلة للعيان ؛ اذ شكر السوريون كل الدول الا العراق ؛ بل انهم ارسلوا رسائل تهديد للعراق ولشيعة سوريا والمنطقة , وتطاولوا على مقدسات الشيعة ومارسوا الاضطهاد والملاحقة والتهجير والقتل بحق ابناء الطائفة الشيعية والعلوية والاسماعيلية وغيرها من الاقليات , وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديوهات و المنشورات ( البوستات) والتعليقات التي تسيء للعراق والعراقيين الاصلاء والشيعة , وتستفز مشاعرهم وتتطاول على مقدساتهم ؛ وعليه يجب على الحكومة العراقية إنهاء تواجد الجالية السورية وابعاد افرادها عن العراق فورا ؛ وبهذا الاجراء تكون الحكومة العراقية قد ضربت عصفورين بحجر , فمن جهة أغلقت الباب بوجه التحركات الارهابية والتواصل بين الجالية السورية المقيمة في العراق وبين الحركات الارهابية المتواجدة في سوريا للإخلال بالأمن المجتمعي والسلم الاهلي في العراق , ومن جهة اخرى وفرت فرص عمل جديدة للشباب العراقي الذين هم أولى بهذه الاعمال من غيرهم .
وان اصرت الحكومة العراقية على تواجد السوريين ؛ فمن الاولى بها فتح ابواب العراق امام الشيعة المضطهدين والعلويين المهددين بالإبادة والتطهير الطائفي , وارجاع السوريين المتواجدين في العراق من ابناء الطائفة السنية باعتبار ان الحكومة الحالية حكومتهم ولا خطر عليهم منها بخلاف الشيعة والعلويين وغيرهم من الاقليات , فكما فتح هؤلاء ابواب سوريا امام شيعة العراق سابقا , افتحوا لهم ابواب العراق الان ولو من باب رد الاحسان بالإحسان ؛ لاسيما وان هؤلاء لا يتعاونون مع الحواضن الارهابية والطائفية في العراق ان دخلوه .