أتمم هذه الساعة الثامنة والعشرون من عمري ، فالله الحمد والشكر من قبل ومن بعد ، على كل نعمةٍ أنعمها علي. وكعادتي كل عام اكتب حول اهم ما تمخضت به هذه السنة وانعكاسها على شخصيتي او على عملي او طموحاتي وأفكاري . منذ البارحة وانا احاول تجميع افكاري وتدويرها في بضعة نقاط او احتوائها في نقطة واحدة .
طوال هذا العام الميلادي وانا احاول جاهداً رسم طموحاتي وأفكاري في التمريض ، وللاسف كل عتبة اضنها ترفعني لأدرك النور من الأعلى اجدها عقبة تحاول كسر تلك الخطوات باي طريقة كانت ، لست من المتشائمين ولا من السلبين بشي . ولكني أدركت بعد حين بان سلبية البعض لم تأتي من شخصهم وإنما اكتووا بها من غيرهم حتى أصبحت ديدنهم .
منذ عام وانا أسير مع التمريض وحياتي الشخصية على خطين متوازيين لا ينقطعاء . ولكن كل يوم ارى التمريض اضعف وأهون إليهم قبل ان يكون اضعف فيمن يرى التمريض مجرد اسم يأكل من مرتبه كالبهيمة الخرساء .
لا زالوا يقمعون الأشخاص ! يوهمنك بالبناء وهم على النقيض سواء ! لا تثق في من يرى النجاح يحتاج لعقد من الزمن والتطور أيضا. يوهمونك بان الوقت هو العقبة ونسوا بأن استغلال الوقت وإدارته يحدث النقلة !
لم ارى في تلك المكاتب الزاهية الا المداهنون الأمعات الذين يَرَوْن كلمة لا في وجه رب نعمتهم نقمة ونسوا بأنهم أؤتمنوا على نِعّم وحياة غيرهم . كن مجاملاً تكن اقرب الناس ! كن طبلاً فاخرا مدوياً تلمع لك الأرائك ! كن صادقا مع نفسك تنشد مصلحة غيرك قبل نفسك تجد روحك ذات يوم قد أرهقت ! تبا لكل أولائك اللذين يشعرن بأن حروفي هذه تعنيهم وفصلة على مقاسات عقولهم الخاوية .
بعد ان قضى عقداً ونصف في خدمة التمريض وجد نفسه محشورا في زاوية كأنه بيت العنكبوت . سألته بعد ان اجبر على ترك ذاك الكرسي : هل قدمت لك شهادة شكر على ما بذلت في تلك الفترة . صمت ولم ينطق ولكن ملامحهم خانته وعبرت قائلة ( يوما ما سوف تعرف لماذا يمضي الآخرين بصمت ) ...
وبعد أعوام وأعوام ... تمضي السنين بأسنانٍ حادة . ويترجل الفارس عن جواده . وبنفس الصيغة سألته : ماذا قدم لك في يوم وداعك ؟ ابتسم وقال : صديقي القهوجي كان الأكثر وفاءً منهم !! كانت كاسة الشاهي مرة لدرجة انها انستني مرارة الوداع لانه لم يحضر أحد .
بعدها وبعدها جلسة ذات صباح في مكتب ما ! احاول جاهداً ارواء عطشي من ضحالة الواقع ! فتقع حروفها على مضض وتثبت لنا بان القاعدة ليست الأسوأ من القاع !
لا نعلم ماهي الخيرة ولا تعرف ارواحنا الا الإيمان بالقدر . لكن لن تنبت الجرداء الا الشوك مهما أغدقت عليها بالماء الزلال .
وعدت نفسي هذه الليلة بتوفيق من الله وتسديد بان احاول إصلاح ما أستطيع ولو بكلمة حق تصل قلباً لم تلوثه لوثة التصنع وحب النفس على الجميع ومصلحة الذات على نجاة الآخرين .
لكل من يؤمن بأفكاري ويضع مصلحة التمريض امام عينيه اقول : لا شي يقدمك ويميزك عن ما سواك الا صناعة شخصيتك تدعيم معلوماتك الاستماع ثم النقاش التروي قبل التسرع الإنصات قبل الانصياع ، أؤتمنوا بأغلى الأرواح فكونوا لهم قلوباً نابضة .
كتبة / عبدالمجيد العتيبي
3 ديسمبر 2015