كما تدين تدان
آيات بنت بدر بن سعيد الصوافية
(كما تدين تدان)
كانت هناك بنت اسمها سعاد، وهي فقيرة جدا تحتاج إلى العمل، بحثت عن العمل كثيرًا إلى أن وجدت عملا عند سيدة ثرية.
قالت لها السيدة الثرية : "أنت الأن خادمتي الجديدة"
فقالت سعاد: "حسنا يا سيدتي"
فقالت السيدة الثرية:"هيا لنذهب لرؤية غرفتك الجديدة"!
فذهبتا إلى غرفة متسخة جدًا
قالت السيدة الثرية: "ها هي غرفتك الجديدة"
فقالت سعاد (في سرها) يا لها من غرفة متسخة جدًا!
فقالت السيدة الثرية:"هيا ادخلي غرفتك الجديدة" دخلت سعاد وهي صامتة لا تتكلم، وفي الليل سمعت السيدة الثرية وهي تصرخ بصوت عال، وتقول : "هيا تعالي بسرعة، واذهبي إلى السوق؛ لتشتري الخضروات، فقالت سعاد وهي مترددة: "حسنًا حسنا يا سيدتي سوف أذهب الآن، و أشتري الخضروات و الفواكه".
ذهبت سعاد إلى السوق، و وجدته مغلقاً فانتظرت في الشارع حتى يفتح أبوابه، وعندما فتحت أبوابه ذهبت سعاد و دخلت، واشترت برتقالا . تفاحًا وعنباً و بطيخاً، وبعدها رجعت إلى القصر، وكانت عودتها في وقت متأخر وقد كانت خائفة من معاقبة سيدتها لها لتأخرها.
جاءت السيدة الثرية وقالت لسعاد وهي غاضبة:" أين كنت طوال ذلك الوقت؟"
ردت عليها سعاد وهي خائفة منها : "صدقيني يا سيدتي كان السوق مغلقا صدقيني أرجوك! فقالت السيدة الثرية وهي غاضبة :"اصمتي أيتها الحمقاء أنت تكذبين عليّ، و عقابك هو أن تنظفين القصر بأكمله"
قالت سعاد :"ص...ص... صدقيني أنا لا أكذب" فقالت السيدة الثرية بصوت عال و مزعج : "تقصدين أنني كاذبة؟"
فقالت سعاد : "لا لا يا سيدتي انا آسفه جدا" فقالت السيدة الثرية :"هيا اذهبي إلى غرفتك بسرعه"، فذهبت سعاد وهي تبكي إلى غرفتها، ونامت سعاد في غرفه متسخة جدا، وغير نظيفة، وفي الصباح ذهبت سعاد، و نظفت القصر بأكمله، وبعدما انتهت من تنظيفه، قالت وهي متعبة: "و أخيرا انتهيت من تنظيف القصر بأكمله لقد تعبت جدا يا لها من سيدة شريرة!، أريد أن أذهب من هذا القصر، و أجد عملا غير هذا العمل، و أجد راتبا أعلى .
بعد ذلك استيقظت السيدة الثرية، ونادت بصوت عال:"سعاد يا سعاد أين أنت؟"
فأجابت سعاد: "أنا هنا... أنا هنا ...
قالت السيدة الثرية:" هل قمت بتنظيف القصر كاملاً ؟". فأجابت سعاد: "نعم، يا سيدتي"
- حسناً اذهبي، و احضري الطعام بسرعة.
- حاضر ...حاضر... يا سيدتي، الآن سوف يصلك ألذ الطعام.
- بسرعه اذهبي! .
- حسنا حسنا... فذهبت سعاد إلى المطبخ، و طبخت الطعام لها، وذهبت لتعطيها الطعام
- تفضلي سيدتي.
- ما هذا الطعام السيء مثلك؟، ورمت الطعام على سعاد، و انكسر الصحن.
قالت السيدة الثرية بصوت عال : "أيتها القذرة اذهبي، و نظفي الصحن الذي كسرته"
فقالت سعاد : "ل..ل..لكن أنا لم أكسر شيئا أنت التي كسرته"
فقالت السيدة الثرية : "يعني تتهميني بالكذب"
قالت سعاد : "لا لا أنا آسفه حقاً حقاً أرجوك سامحيني"
قالت السيدة الثرية : "هيا اذهبي، و نظفي الصحن الذي كسرته"
قالت سعاد : "حسناً حسناً سوف أذهب الآن، و أنظف الصحن الذي كسرته"
قالت السيدة الثرية: "أجل هكذا أريدك، فذهبت سعاد، و نظفت الصحن المكسور، و ذهبت إلى غرفتها وهي تقول ما هذا الحظ السيء لدي! فذهبت إلى الصالة، و نظفت الصالة.
وفي يوم من الأيام سمعت سعاد سيدتها تنادي بصوت عال : "يا سعاد تعالي إلى هنا بسرعة"
قالت سعاد : "حسناً حسناً..."
فذهبت سعاد إليها، وقالت :" ماذا تريدين سيدتي؟"
قالت السيدة الثرية: "يا حبيبتي تعالي الى هنا"
سعاد تردد في سرها ( يا إلهي لقد تغيرت كثيراً )
قالت السيدة الثرية: "هيا تعالي..."
وعنما وصلت بالقرب من الباب دفعت السيدة بسعاد خارج القصر!.
سعاد(متعجبة) : "ماذا فعلتْ،لماذا طردتني من القصر ؟"
فقالت السيدة الثرية: "لأنك بلا فائدة، فذهبت سعاد تبكي في الشارع وهي تقول أرجوكم أعطوني بعض المال كي أعيش، و مرت سنوات و سنوات، و جمعت سعاد الكثير من المال، و أصبحت ثرية جداً، أما سيدتها السابقة فقد أصابها الفقر؛ نتيجة لتعرضها لخسارة مالية كبيرة في تجارة مما جعلها تعرض ممتلكاتها للبيع؛ حتى تحمي نفسها من السجن.
في يوم من الأيام ذهبت سعاد إلى بائع العقارات؛ لتشتري قصراً، وكانت المفاجأة أن البيت المعروض للبيع هو قصر سيدتها الثرية السابقة الذي لاقت فيه كل أنواع العذاب والمهانة، فأصرت سعاد على شراء ذلك القصر مهما كان الثمن؛ لذلك ذهبت سعاد مع بائع العقارات إلى قصر السيدة الثرية، وعندما قرعت الباب, تفاجأت السيدة بحضور سعاد مع بائع العقارات، فقالت السيدة للرجل لماذا أتيت لي بهذه ؟! أنا أريد بيع البيت أنا لا أريد خادمة ؟ قاطعتها سعاد قبل أن يرد عليها الرجل :"أنا من جئت لشراء القصر"
ردت السيدة الثرية باستهزاء أنت ؟ كيف لخادمة أن يكون لها ثمن قصور الملوك! لم تجبها سعاد، وإنما قالت لصاحب العقارات أعطها ما تريد، وتخرج من هذا القصر في الحال، و لتعلم أن الحياة لا تدوم لأحد، و كما تدين تدان .