أراقبها !!
كنت أراه فى كتابتها , وأتذوق قهوتهم وأتخيل جلستهم فى ذلك المقهى البعيد الذى راحت قطرات المطر تنقش رسوما على نافذته و تنظر لهم بتطفل خلف النافذة لتراقب شفاههم وأحاديثهم الدافئة , كنت أشعر بفيضان الحب داخلها , نعم أحبته هى بكل ما أوتيت من إلهام , بكل ما أوتيت منحبر وأقلام , سطرت من أجله العديد والعديد من قصاصات العشق والتى كانت تشعل فى الإلهام و تعطينى شيئا من الحياة فى أيام قتلها الروتين و الجفاء.
قلبها الصغير المحب للمطر كان يرتجف فرحا بلقائه وكلما أحبته كلما ازدادت كتابتها تأثيرا وحروفها أناقة , لم ترد من هذه الحياة سواه , كان وجوده يهون عليها خيبات و طنها المريرة من احتلال وركود و تقييد حريات , كنت اتعجب كيف لفتاة صغيرة فى عمرها يحيطها كل هذا الخراب تستطيع ان تحتفظ بالعذوبة والدفء وطمأنينة الحب , كيف لها ان تخلق من حبه جنة تعيش فيها ولو لسويعات و تجعل قرائها يشاركونها تلك السعادة ولكن كعادت الأيام لا تترك شيئا على حاله , لاحظن مؤخرا فى كتابتها الحزن , وسقطت من سطورها دموعا على وجهى , فرأيت طائرة تحمل حبيبها خارج البلاد ناسيا وعوده لها , ورايتها من بين الكلمات تجلس كزهرة ذبلت من الجفاف , فلم تعد أمطار السعادة التى عشقتها تهطل من جديد وجف حبر الأقلام شيئا فشىء , رأيتها فى محاولة حمقاء متهورة لتمزيق كتابتها التى عشقها لانها اكتشفت مؤخرا انها كتبتها لإنسان لم يقدّر حبا لم أقرأ عنه سوى فى الأساطير القديمة , أردت أن أصرخ فيها من بين الأوراق وأقول لها لا تفعلى ذلك لا تقتلى حلمك وحلمى بأن نكون كاتبات مشهورات لايهم أنه رحل ولن يكون آخر من لم يقدر النعمة , لا تحطمى كل ما هو جميل حولك , يكفيكى خيبات وطنك وخيبات حبك لا تقتلى كتاباتك ا لوليدة وتأخذيها بذنبه والسؤال هنا لماذا نحن دائما نكتب لمن لا يقرأ ويرحل عنّا ؟ هل وضعهم الله فى طريقنا لكى يكونوا مجرد سببا فى كتابتنا و يرحلوا فى صمت , هل يكفينا فرحتنا بكتابتنا و تصفيق الجمع من حولنا ولا نطمع بأن نعيش حياة حقيقية رومانسية تتكون من بيت وحبيب و قهوة و شموع وزهور بيضاء بدلا من وهم وورق وأقلام و إنتظار؟؟!!